أعاد مكتب المدعي العام في مدينة نانتير الفرنسية، طلب محاكمة اللاعب المغربي أشرف حكيمي، بداعي اتهامه من طرف شابة فرنسية بأنه حاول اغتصابها، إذ رغم أن القضية مرت عليها ثلاث سنوات، إلا أن إعادة فتحها الآن وفي الظرفية الحالية، واللاعب يمر من أفضل فتراته في مسيرته الكروية، وبات مرشحا للمنافسة على الكرة الذهبية كأفضل لاعب كرة القدم في العالم، يطرح أكثر من علامة استفهام حول التوقيت، ومن يرغب في تلطيخ سمعته لاستبعاده من التتويجات.
ووفقا لآخر المعطيات، فإن جميع محامي اللاعب المغربي يؤكدون أن حكيمي تعرض لعملية ابتزاز، إذ إن التحقيق سيكشف عن وجود رسائل متبادلة بين أميلي المعنية بالاغتصاب وصديقتها، قبل وصول أميلي إلى حكيمي.
ومن خلال الرسائل اتضح أن أميلي راسلت صديقها تخبرها بالقصة، وهناك رسائل من قبيل، «آه، لقد حصلت على الشيطان لول». نصحتها بالاستماع إلى «À l'abri» لفرقة Fresh la peufra، والتي تبدأ بـ: «لم يكن لدي خيار سوى المخاطرة لحماية ف (العائلة)». قالت لها في رسالة «سنسرقه»؛ نحن فتيات من الشارع (la calleبعد بضعة أيام، عندما تفاقمت القضية، سألت نادية صديقتها أميلي، «ما هي الرسائل التي عرضتيها على الشرطة، لأرى إن كان بإمكاني حذف بعضها؟».
وكانت هذه الرسائل بالنسبة إلى محامي حكيمي دليلا على ابتزاز أو مؤامرة لسرقة مستقبلية. ومن هنا جاءت محاولة الابتزاز التي ذكرها محامي أشرف حكيمي في مارس 2023. وقد حاولت أميلي ونادية صديقتها التأكيد أن تلك الرسائل مجرد «مزاح» و«فكاهة سوداء»، بسبب ضغوط اللقاء فقط.
بالنسبة إلى محامي حكيمي، فإن رواية المشتكية مليئة بالغموض، «ففي مساء الحادثة، على سبيل المثال، أرسلت رسائل نصية إلى صديقتها - «سأعود إلى المنزل»؛ «الأمر خطير للغاية»-، لكنها غادرت بعد إحدى عشرة دقيقة فقط، بعد أن خصصت وقتا مع حكيمي أمام باب منزله، كما أن القاضي أيضا طالب بتوضيح الأمر منها قائلا: «عندما تقولين الأمر خطير للغاية، ما الذي تقصدينه؟» ستُجيب أميلي: «لا أتذكر حقا». وعند سؤالها أيضا عن الرسائل التي أرسلتها على الفور إلى صديقتها، مثل «إنه يغتصبني» أو «لا أستطيع المغادرة»، أصرت على أنها «مجازية».
وبات حكيمي مقتنعا بأن أحدهم حاول «تفجير» حياته. على قاضي التحقيق الآن أن يقرر إما تلبية طلبات الإحالة من النيابة العامة، أو رفض قضية لاعب كرة القدم.
من جهته، وبعد أن طفت القضية على السطح مجددا، رفض حكيمي إعطاء تصريحات جديدة، مكتفيا بالتلميح، بعدما نشر الظهير الأيمن لنادي باريس سان جيرمان على حسابه على «إنستغرام» صورة لإجازته مصحوبة برموز تعبيرية، مما يوحي بأن الشائعات لا تؤثر عليه حقا.
كما قرر باريس سان جيرمان التدخل بشكل مباشر في القضية المتعلقة بلاعبه أشرف حكيمي، وذلك بإرسال فريق من المحامين لمتابعة تفاصيل القضية، والعمل على إيجاد حل سريع ينهي الجدل الدائر ويعيد الاستقرار للاعب والنادي، مشيرا إلى أن الفريق الباريسي يدعم اللاعب ومؤمن ببراءته.
من جهتها، صرحت راشيل فلور باردو، محامية الشابة التي تتهم أشرف حكيمي بالاغتصاب، على قناة «فرانس إنفو»: «بالنسبة إلى موكلتي، التي تكافح من أجل العدالة منذ أكثر من عامين، يُعد هذا الأمر بمثابة ارتياح كبير».
وأضافت راشيل فلور باردو: «هناك أدلة هائلة في ملف القضية تدعم أقوال موكلتي»، مشيرة تحديدا إلى «عناصر التسلسل الزمني والرسائل التي نقلتها» وأكدت المحامية ذاتها: «موكلتي الآن مصممة على مواصلة القضية حتى النهاية».