زوجتي وكيلتي قصص نساء رافعن دفاعا عن أزواجهن - تيلي ماروك

محاماة، نساء زوجتي وكيلتي قصص نساء رافعن دفاعا عن أزواجهن

زوجتي وكيلتي   قصص نساء رافعن دفاعا عن أزواجهن
  • 64x64
    telemaroc
    نشرت في : 18/03/2022

أحيانا تتجاوز العلاقة الزوجية حدود البيت ومتطلبات تربية الأبناء وتقاسم أعباء الحياة، إلى ما هو أكبر من مجرد دور ثانوي، فتصبح الزوجة قائمة بأعمال زوجها خارج نطاق عش الزوجية، حيث تتحول إلى وكيلة أعماله تسهم في بناء مسيرته وإصلاح علاقته بالجمهور والإعلام في وقت الأزمات. 

اليوم باتت إدارة الأعمال ضرورية، وأصبح المدير أو الوكيل أو المستشار عنصرا لا غنى عنه، يبدأ من تنظيم التحركات وضبط الأمور المالية وينتهي بإدارة الخرجات في مواقع التواصل الاجتماعي، وحين تلعب الزوجة هذا الدور تلغى الكثير من المسافات وتصبح الاستشارة جزءا من أدوار الزوجة. 

في الوسطين الرياضي والفني، تتوغل ظاهرة المديرة/ الزوجة، أو الزوجة المديرة، وترتفع درجة تأثيرها، لكن الإشكال الذي يطرح، في إدارة الزوجات للشؤون المهنية لأزواجهن، يكمن في تأثر هذه العلاقات بما يحصل في بيت الزوجية من مشاكل. لقد حدثت خلافات كبرى تم تداولها علانية، بين فنانين أو رياضيين مع زوجاتهم، بل إن ثنائية المشاهير وزوجاتهم مديرات الأعمال، لا يحالفها النجاح في غالبية الأوقات بالعالم العربي، فكثير من الزوجات أصبحن نجمات بل ومنهن من يحتجن لمديرات أعمال. 

في المغرب العديد من الزوجات أصبحن مديرات أعمال أزواجهن، خاصة في المشهد الفني والرياضي بدرجة أقل، رغم أن الهاجس المادي وراء تفضيل أقربائهم لإدارة أعمالهم، حسب رأي خديجة مهنا، وكيلة أعمال عدد من الفنانين بمن فيهم زوجها موس ماهر. 

لكن حين تكون الزوجة محامية، فإن هاجسها الأول حماية مصالح زوجها على المستوى القانوني، أي أنها أقرب إلى مستشارة قانونية من وكيلة أعمال، وغالبا ما تكون مرافعاتها مرافعات القلب لا المال. 

 

حسن البصري


 

كاتريان.. محامية ووكيلة أعمال مدرب الرجاء فيلموتس

حين جلس أنيس محفوظ، رئيس الرجاء البيضاوي، للتفاوض مع المدرب البلجيكي مارك فيلموتس قصد استقطابه نحو القلعة الخضراء، كان يعتقد أن السيدة المرافقة للمدرب مجرد زوجة تتقاسم معهم جلسة التفاوض لتبدي رأيها على سبيل الاستئناس، قبل أن يكتشف أنيس أن كاتريان لامبيتس ليست مجرد زوجة بل محامية ووكيلة أعمال مدرب «عالمي». 

تبين أن المحامي أنيس أصبح في مواجهة محامية ومديرة أعمال زوجها، ويا ليت الرئيس اطلع على حوار أجراه فيلموتس مع صحيفة بلجيكية، قال فيه: «زوجتي هي الرأس وأنا مجرد قدمين»، ليعرف أن كاتريان ليست مجرد رفيقة عمر مدرب.

للأمانة الفكرية، فإن كاتريان ليست محامية زوجها فقط، بل هي أيضا موكلة عن ابنها مارتن حين وقع عقد انضمام لنادي ستاندار دو لييج البلجيكي، ومنذ زواجها من فيلموتس سنة 1996 أقسمت على أن تكون الذراع القانوني للأسرة.

ليس من السهل أن تفوز بقلب ابنة رئيس فريق سان ترون، فقد كان مارك فيلموتس لاعبا في صفوف فريق يرأسه والدها، حمل شارة العمادة في كثير من الفرق التي حمل قمصانها: سان ترون، ستاندار دو لييج، شالك 04 الألماني، ومع المنتخب البلجيكي.

لم تساعد كاتريان زوجها على التألق في ملاعب الكرة، بل كانت مديرة حملته الانتخابية التي خاضها سنة 2000، حين قرر خوض مباريات سياسية، حيث ترشح مع الحزب الليبيرالي وفاز بمقعد «سيناتور»، لكن الكرة الملعونة وجاذبيتها دفعته للاستقالة والعودة للميادين مساعدا لمدرب "الشياطين الحمر" جورج ليكينس، قبل أن يتم تعيينه مدربا للمنتخب البلجيكي، حيث كان وراء اكتشاف نجوم عالميين مثل لوكاكو، كيفين دو بروين، ويسطيلس وغيرهم من النجوم، منهم من تبنت زوجته عقودهم. 

عندما حان موعد الانفصال عن المدرب البلجيكي، دعا رئيس الرجاء، المحامي في هيئة الدار البيضاء، فيلموتس لجلسة مكاشفة، لكنه وجد نفسه في مرافعة حقيقية أمام المحامية كاتريان، حين أسر لها برغبة النادي في انفصال ودي، ارتدت بذلتها السوداء وغيرت تقاسيم وجهها ثم ضربت الطاولة بقبضتها مصرة على التقيد بالشرط الجزائي الرهيب البالغ 260 ألف أورو. 

سكت فيلموتس وتكلمت زوجته التي تملك خبرة واسعة في استدراج الرؤساء نحو الشرط الجزائي، فهي التي جعلته يراكم الأموال مدربا كان أو مستقيلا. قالت مجموعة من الصحف البلجيكية إن هذه المحامية لا تملك إلا زبونا واحدا اسمه فيلموتس ولا تحتاج من أجله لكاتبة أو مساعد أو مكتب. لكنها سليلة عائلة «الشرع»، والدها كاي لامبيتس كان محاميا ورئيسا لفريق سانت ترون، وشقيقها الأكبر ورث المكتب عن والده ونصب نفسه محامي العائلة. 

 

بشرى.. زوجة ومديرة أعمال النجم الهولندي فان بيرسي 

نجحت المغربية بشرى البالي في التوغل إلى قلب فان بيرسي، اللاعب السابق لفريق فناربخشة التركي والمنتخب الهولندي، وأحد النجوم العالميين في كرة القدم، بل إن الصحافة الإنجليزية والهولندية والتركية لا تختلف في أن بشرى صاحبة الفضل الأكبر في تألق فان، خاصة في الفترات الصعبة من حياته حين يتعرض لإصابات، إذ ساعدت زوجها على تجاوز معاناته الصحية، لذا لا تتردد الصحافة الهولندية في التأكيد على دور زوجته المغربية بشرى التي رفعت معنوياته وألزمته بالتفاني في العلاج حتى يكون حاضرا في ما يستقبل من المباريات. 

كان فان بيرسي يكن حبا كبيرا لزوجته المغربية التي كانت تصر على متابعة مباريات زوجها من المقصورة الشرفية، وكلما سجل زوجها هدفا كان يحرص على أن يكون إهداء منه إليها، من خلال تقبيل خاتم الزوجية أمام آلاف المتفرجين وملايين المشاهدين عبر التلفزيونات العالمية، كما أن بشرى عملت على مرافقة فان في أي تربص إعدادي للمنتخب الهولندي لكرة القدم، حتى أن الاتحاد الهولندي كان يحجز لها غرفة في الفندق ذاته الذي يقيم فيه منتخب «طواحين الهواء». 

بفضل بشرى اعتنق زوجها بيرسي الإسلام، خاصة بعدما تحدثت مصادر إعلامية بريطانية عن أن فان أشهر إسلامه في سنة 2005، ليقرر الزواج من بشرى المغربية بتوصية من أحد المغاربة الذي كان وراء اعتناقه الإسلام. 

يقول فان بيرسي، في تصريحاته حول سر الارتباط: «تزوجت من المغربية بشرى بناء على نصيحة من صديق ورع، ومعها بدأت ممارسة التعاليم الإسلامية، والآن حياتي منتظمة بسبب هذا الدين، فقد كانت حياتي غير طبيعية، والدي طلق والدتي وأنا صبي صغير، وكنت أكره الحياة، لكنني الآن أعيش في استقرار، هذا الدين هو طريقي الجديد لتأمين حياتي لأنه يبعدني عن الماضي الأليم».

أجمع الإعلام البريطاني على دور الزوجة المغربية في تغيير سلوك فان، وتحويله من شخص عصبي إلى رجل مهادن، ومباشرة بعد شيوع خبر اعتناقه الإسلام وارتباطه بالمغربية بشرى وتألقه في الدوري الإنجليزي رفقة نادي أرسنال، أصبح اللاعب الهولندي فان بيرسي حديث وسائل الإعلام والصحافة الرياضية العالمية.

تعود أصول بشرى إلى مراكش، وعبرها اقتنى فان بيرسي «رياضا» بهذه المدينة، إسوة بمشاهير العالم، حيث كان يقضي عيد الحب في عاصمة النخيل رفقة زوجته، بحضور عدد من أفراد أسرتها.

تجاوزت بشرى مهمتها كزوجة مسؤولة عن تدبير البيت، والاهتمام بابنيها (دينا) و(سهيل)، ووسعت اختصاصاتها لتتحول إلى وكيلة أعمال فان، لذا تعرضت لهجمة من مشجعي أرسنال حين انتقل بيرسي بإيعاز منها إلى نادي مانشستر يونايتد، في صفقة أثارت جدلا واسعا وأغضبت مشجعي «المدفعجية» الذين لم يتوقعوا رحيل نجم الفريق الأول نحو غريمهم الأزلي. ولم تكتف بشرى بذلك، بل كان لها دور كبير في انتقال مهاجم المنتخب الهولندي إلى فريق فينربخشه التركي، بناء على رغبتها في العيش في بلد إسلامي.

لا يحسم روبن فان بيرسي مستقبله الكروي إلا باستشارة مع زوجته بشرى، بل إن مسؤولي نادي «أولد ترافورد» كانوا يتفاوضون مع المغربية بدل الحديث مباشرة مع اللاعب أو وكيل أعماله، فيما أجمعت الأوساط البريطانية على أن فان بيرسي جعل مصيره فى يد زوجته التي تكون لها الكلمة الأخيرة.

أعلن النجم الهولندي، روبن فان بيرسي، اعتزاله كرة القدم نهائيا صيف 2017، وبعد مسيرة دامت 18 سنة، اختار، بتشاور مع زوجته، تعليق الحذاء.

 

المحامية راضية.. زوجة أمين عام حزب الاستقلال البعيدة عن الأضواء 

تصر راضية الفاسي الفهري، زوجة نزار بركة، الأمين العام لحزب الاستقلال، على البقاء في الظل وتتحاشى ضوء الإعلام، حتى في مؤتمرات الحزب ترفض الإدلاء بتصريحات صحافية. وكلما حاول مصور التقاط صورة لها، تبرمت راضية وغادرت مسرعة، لكنها غير ذلك في قاعات المحاكم.

ولد نزار بركة بمدينة الرباط سنة 1964، وسط أسرة تتنفس هواء السياسة، فهو حفيد الزعيم الاستقلالي علال الفاسي، وصهر الأمين العام السابق للحزب عباس الفاسي، حيث اقترن بابنته راضية. 

في سنة 1981 حاز نزار على شهادة الباكلوريا وعمره 17 سنة فقط، حيث كان تعليمه الثانوي في مدارس البعثة الفرنسية بالعاصمة، قبل أن يلتحق بكلية الحقوق بجامعة محمد الخامس أكدال، التي حصل فيها سنة 1985 على الإجازة في الاقتصاد.. ليشد الرحال صوب مارسيليا لاستكمال دراساته الاقتصادية، قبل أن يعود إلى البلاد سنة 1992 متأبطا شهادة الدكتوراه.

انخرط نزار رسميا في حزب «الميزان» سنة 1981، وحين عاد إلى المغرب لم يصطف في طوابير حملة الشهادات العليا، حيث عين مدرسا بكلية العلوم القانونية والاقتصادية والاجتماعية بجامعة محمد الخامس أكدال، قبل أن يحط الرحال سنة 1996 بوزارة المالية.

ارتبط نزار بركة براضية، الابنة المدللة لعباس الفاسي، الوزير الأول السابق، وتحول من صهر إلى ابن لم يلده عباس، الذي أنجب راضية المحامية، وماجدة المهندسة، وفهد مسير شركة، وعبد المجيد الإطار العالي بإنجلترا.. لهذا كان من الطبيعي أن ترافع المحامية في حضرة والدها كي يضم زوجها إلى التشكيلة الأساسية للحكومة وهو ما حصل، سيما وأن نزار أصبح أكثر من وزير بل غدا مستشارا عائليا لعباس.

يصر نزار على انتمائه لشجرة عائلية ضاربة في جذور التاريخ، ويرفض أن يحسب على حواريي الوزير الأول السابق، إذ تعود جذور بركة إلى جماعة تزروت، حيث يوجد ضريح مولاي عبد السلام بن مشيش، بل إن عبد الهادي بركة، عم نزار، كان نقيب الشرفاء العلميين في المنطقة، والذي ناله بصفته الاعتبارية كشريف.

اختارت راضية المحاماة مهنة لها، واحتلت منصبا قياديا في المركز الوطني للوساطة، بل إن زوجها نزار لم يكن يتردد في حضور ملتقيات المركز، حين كان وزيرا للشؤون الاقتصادية، كما أنه لعب دورا في تمرير مضامين القانون المنظم للوساطة.

تمتد صلاحيات راضية الفاسي إلى خارج جدران بيتها، إذ نابت عن زوجها، الذي كان في مهمة رسمية بالديار الفرنسية، وصوتت في اجتماع للمجلس الوطني لحزب الاستقلال على قرار الانسحاب من الحكومة، وهو القرار الذي تقاسمته مع وزراء آخرين، من قبيل يوسف العمراني، الوزير المنتدب لدى وزير الخارجية والتعاون، وفؤاد الدويري، وزير الطاقة والمعادن والبيئة، وعبد اللطيف معزوز، كاتب الدولة المكلف بالجالية المغربية بالخارج. وعلى الرغم من موقفها السياسي، فإن راضية لم تتقدم حينها بترشيحها لعضوية اللجنة المركزية لحزب الاستقلال.

 

هند زوجة ومديرة أعمال حاتم عمور تتحدى المرض

يفضل العديد من الفنانين الاعتماد على زوجاتهم في إدارة أعمالهم الفنية، وهو تقليد مستورد من مصر بالخصوص. يضيق المجال للحديث عن وكيلات أعمال الفنانين المغاربة اللواتي يجمعن بين تدبير شؤون بيت الزوجية وتدبير الشأن المهني، لكننا سنكتفي بالأكثر حضورا في الساحة الفنية. 

لفتت هند التازي، زوجة المغني المغربي حاتم عمور، الأنظار بعد أن أصيبت بمرض السرطان، حينها علم المتتبعون للشأن الفني أنها ليست مجرد ربة بيت بل مديرة أعمال مطرب وممثل مغربي خريج استوديو دوزيم الذي تمكن من الظفر بالعديد من الجوائز في مجال اهتمامه. 

تزوجا سنة 2010، بعد قصة حب كانت حديث الرأي العام المغربي، ثم انتقلت من زوجة إلى مديرة أعماله تسانده في مسيرته الفنية، وبالرغم من أن هذا الزواج أثمر طفلين (بنت وولد)، إلا أن هند ظلت ترافق زوجها في رحلاته الفنية وتصر على تدبير أعماله، إلى أن أعلنت إصابتها بالسرطان سنة 2019 فتخلت مكرهة عن هذا الدور.

كانت صورة هند وهي حليقة الرأس كافية لجلب تعاطف شعبي كبير من المغاربة، حيث تفاعل الجمهور المغربي معها بشكل غير متوقع، وتابع الناس تفاصيل رحلة علاجها، إلى أن أعلن عمور وقف حفلاته والاهتمام بصحة زوجته، قبل أن يزف خبر تعافي زوجته من هذا المرض بعد عامين من إصابتها به، وبعد رحلة علاجٍ طويلة أثمرت نجاح الشريكين في التغلب على هذا المرض. 

كانت قوة هند في تدبير شؤون زوجها في التواصل، خاصة عبر وسائط التواصل الاجتماعي وتحديدا الانستغرام الذي جعلت منه بوابة عمور نحو العالم الخارجي، ومن خلال هذا الحساب يتعرف الجمهور على برامج هذا الفنان المغربي والحفلات التي يشارك فيها كما تستخدمه هند في الترويج لأعماله الفنية الجديدة. 

ووصف الإعلامي مصطفى الأغا، زوجة الفنان حاتم عمور ومديرة أعماله هند التازي، بالمرأة الحديدية والرومانسية الهازمة للصعاب التي مكنتها من تصدر الرقم الصعب، وذلك خلال حلولها ضيفة على برنامجه «صدى الملاعب». 

وكتبت مديرة أعمال حاتم عمور، في تدوينة لها، «فالحقيقة أنا إنسانة عادية وأحلامي بسيطة، هذا التقرير أثر فيا بزاف وحسسني أنني بطلة، ممكن بزاف ديال الناس وخصوصا النساء المغربيات شافوني مثال وقدوة وأنا مثلي الأعلى هي أمي حبيبتي وتاج راسي الله يخليها ليا والله يخلي لكم أمهاتكم». 

وختمت هند التازي تدوينتها بالقول: «شكرا لكل الناس اللي تحبني، تساندني وتتقاسم كل تفاصيل حياتي، خاصة أفراد عائلتي وزوجي وأبنائي». 

 

موس ماهر يغير مساره بزواج من وكيلة أعمال فنانين

رغم خوضها معارك عديدة خاصة في ردهات المحاكم، إلا أن أغلب الفنانين المغاربة يجزمون بقدرة خديجة مهنا، وكيلة الأعمال وزوجة الفنان موس ماهر، على تحدي الصعاب ومرافقة كثير من المطربين والكوميديين المغاربة في مساراتهم، خاصة حين يتعلق الأمر بتنظيم سهرات في دول أوربا، وهو اختصاص خديجة بامتياز.

على المنوال نفسه خاض زوجها المغني، موس ماهر، معارك مع أكثر من فنان شعبي بدءا بعبد الله الداودي إلى عادل الميلودي، وكان اسمه يتردد بقوة في الإعلام من خلال خرجاته الصحافية التي تجد عند هواة الإثارة مكانة كبيرة وتتبعا واسعا، حتى أصبح صاحب أغنية «لحماق حماقي» مرتبطا بالمناقرات الفنية. 

ولد ماهر، واسمه الحقيقي مصطفى المهراوي، في مدينة أحفير القريبة من وجدة، عاش في باريس حيث بدأ مساره المهني من محل للحلاقة العصرية، قبل أن يودع المقص ويمسك الميكروفون، وظل يمزج بين الفن الشعبي والتراث المحلي خاصة الركادة، بل إنه انخرط في الثنائيات الفنية وقدم أعمالا مشتركة مع زينة الداودية ورضا الطالياني ومع مطربين أجانب كالكولومبي فاني جوردان. 

لكن ظهور هذا الفنان لا يعود لارتباطه بخديجة مهنا، فقد لفت الأنظار وهو صغير السن من خلال برنامج سباق المدن سنة 1986، من مدينة وجدة، حين تنبأ الجمهور لهذا الفتى الواعد بمستقبل زاهر في عالم الغناء، لكنه انقطع فترة طويلة ليطلق أول ألبوم سنة 1999 دون أن يحقق انتشارا واسعا.

عرف موس قمة الشهرة والنجومية حين كان ينظم، إلى جانب زوجته خديجة مهنا، سهرات نجوم الأغنية الشعبية في عدد من العواصم والمدن الأوربية، وهي السهرات التي استقطبت أعدادا غفيرة من جماهير "بلاد الغربة"، خاصة من المغرب والجزائر وتونس، قبل أن تتبدل الأحوال وتصبح نسب مشاهدة "اليوتوب" و"لايكات" الفيسبوك وإنستغرام، المحدد الأساسي لسعة الانتشار. 

يعيش موس منتقلا بين باريس والدار البيضاء وأحفير، ويدير، في الوقت نفسه، مشاريعه الخاصة في المغرب وفرنسا، دون أن يقص خيط الارتباط بالفن. 

 

محمد الشهبي.. زوج نقيب على أسية الوديع ومرافع أمامها 

فتحت أسية الوديع عينيها في بيت يعيش رعب المداهمات البوليسية، فوالدها محمد الوديع الآسفي كان يشكل قلقا حقيقيا للنظام، والطريق الذي يؤدي إلى بيت الأسرة كان مراقبا عن قرب من المخبرين، لذا كان من الطبيعي أن تنتفض ضد الاختناق الذي وضعها، وهي طفلة، تحت الحصار.

كانت قفة الوالد السجين حديث الأسرة، بعد أن اعتقل وبدأت علاقة زوجته وأبنائه بالمعتقلات حين حكم عليه بسنتين حبسا، وكانت التنقلات بين المدن تزيد من حالة اللاستقرار التي سيطرت على الأسرة، من آسفي إلى مكناس والخميسات وسيدي بنور قبل أن تقرر السلطات الاستعمارية إعفاءه من مهنة التدريس، بل وتم نفيه إلى مدينة سلا، حيث قضت أسية إلى جانب أشقائها أصعب المواقف في زمن الإقامة الإجبارية، قبل أن تستقر الأسرة في مدينة الدار البيضاء، ومنها بدأت أسية رحلة جديدة قادتها إلى مدن أخرى. 

خرجت أسية، على غرار أشقائها، إلى الوجود في ظل محنة الاعتقال، لذا تطبعت كأشقائها أسماء ووفاء، صلاح وخالد، وعزيز والعربي وجمال ثم توفيق، بالنضال، دون أن تخلف الوعد مع الدراسة حيث دخلت جامعة فاس وتخصصت في القانون تحقيقا لرغبة والدها في الوقت الذي كانت تمني فيه النفس بالتبحر في عالم الشعر والشعراء.

في رحاب الكلية عاشت احتقانا طلابيا زاد من ارتباطها بهذا الفضاء الذي لبى جزءا من عشقها للنضال، وأصبحت في ظرف وجيز من مناضلات الاتحاد المغربي لطلبة المغرب وهو ما مكنها من التعرف على شريك حياتها محمد الشهبي الذي كان من قيادات هذا التنظيم، حيث تقاسما سويا غارات البوليس الذي وضعهما على رأس قائمة الطلبة المزعجين، وخلال توقفها في النقابة الطلابية تبين أنها تملك حسا تفاوضيا من موقع القوة مع الإدارة فيما ظلت ترفض الجلوس على طاولة الحوار مع البوليس السياسي لأن صورة المداهمات التي طالت بيت أسرتها لم تفارق مخيلتها.

طلب محمد الشهبي يدها من والديها فوافقا على الفور، لتوفر شرط أساسي وهو الحس النضالي الذي يسكن الرجل، وقدرته على السير في نفس سكة أسية، فالمشترك بينهما يتجاوز حدود الانتماء لفصيل طلابي، إلى الوعي بقضية الوطن في زمن كانت فيه البلاد تئن تحت سياط القهر والاستبداد.

قال الشهبي عن زوجته التي التقاها لأول مرة في رحاب كلية الحقوق «كانت ربة بيت.. ربة بيتي أنا، كانت أما..أم أطفالي أنا، كانت قاضية فكنت محاميا أمامها، كانت محامية وكنت نقيبها» هكذا اختزل محمد مساره مع أسية الوديع، الذي عرف ككل العلاقات الإنسانية مدا وجزرا، حين انتهى الرباط إلى الطلاق الذي قال عنه إنه «كان بالحسنى».

في الفترة ما بين 1971 و1980 تقلدت أسية منصب نائبة وكيل الملك في محاكم سطات، خلال هذه الفترة عاشت قاعات المحكمة وقائع سجال قانوني بين الوديع، ممثلة النيابة العامة، وزوجها المحامي محمد الشهبي، قبل أن تقرر بعد عشر سنوات الانتقال إلى فرنسا لاستكمال تكوينها في المدرسة العليا للقضاء بباريس، وتعود إلى الوطن سنة 1984 بشهية مفتوحة لممارسة المحاماة. شجعها زوجها على الانتقال من «الهجوم إلى الدفاع»، وبفضله عبرت الجسر بدون صعوبات فنذرت حياتها لمؤازرة المستضعفين وغالبا ما كان اسمها على رأس المدعوين لتقديم المساعدة القضائية لمتهمين لا تسعفهم ظروفهم لانتداب محامين. في هذه الفترة كان الشهبي نقيبها بعد أن انتخب نقيبا للمحامين بهيئة الدار البيضاء. في فضاء القانون وحقوق الإنسان أنجبا ابنا شرب المهنة من ثدي والدته، فأصر على أن يصبح محاميا وهو ما تأتى ليوسف، الذي وصف والدته بالسيدة التي «تناضل ضد ضحايا والمرأة التي وهبت حياتها لقضايا السجناء والمقهورين فالخطأ لا يعني بالنسبة لها التساهل في ضرب كرامة المتهم». 

انفصل الزوجان دون أن ينقطع بينهما خيط التواصل، إذ ظلت إيطو وعلياء، حفيدتاها، مصدر جذب حقيقي، وفي ليلة تأبين أسية أصرت إيطو على تقديم مساهمة شدت إليها أنظار الحاضرين في مسرح محمد الخامس، قبل أن تقول في حق والدتها الفقيدة رثاء أدمعت له العيون.

 

شارل لوغران.. محامي الفقراء الذي تزوج محامية ظلت ترافع من أجله 

ولد جان إيمانويل ماري، وهذا هو اسمه المدون في سجلات الحالة المدنية، بمدينة لانيو الفرنسية في 23 دجنبر 1900، تابع دراسته في العلوم السياسية وحين تخرج اشتغل متعاونا في مكتب محام فرنسي يدعى ألكسندر ميليران، قبل أن يفتح مكتبا للمحاماة ويلفت الأنظار بتبنيه قضايا البسطاء في إطار ما بات يعرف بالمساعدة القضائية. لكن مرافعاته كانت تغضب النظام فتقرر التشطيب عليه من سجلات هيئة المحاماة في فرنسا.

حل جان بالمغرب رفقة زوجته المحامية جان روسبارس، واستقر في الدار البيضاء حيث تقدم، في عام 1948، إلى الإقامة العامة بطلب تسجيله في هيئة المحامين بالدار البيضاء، فتمت الاستجابة لطلبه وأصبح يرافع في ملفات تهم المغاربة والفرنسيين والطائفة اليهودية، كما شرع في كتابة مقالات رأي في صحيفة «التحدي».

كان الرجل من المتطرفين الفرنسيين، حيث كان يقود المظاهرات ويحتج ضد الفساد، فأعفي من مهامه كمحام في هيئة باريس. وحين جاء إلى المغرب من أجل فتح مكتب في بلد يحتله الفرنسيون، واجه العديد من الصعوبات، لاسيما وأنه اقتنع بأفكار الحركة الوطنية ونسج علاقات مع النخب السياسية المغربية والفكرية.

في مدينة الدار البيضاء، وتحديدا في الزقاق المفضي للقنصلية الفرنسية، بالقرب من متجر «ألفا 55»، وضعت لوحة تذكارية لهذا المحامي، هنا كان مكتبه الذي لطالما حاصرته مخابرات السلطة الفرنسية، أما السلطات المغربية فصرفت النظر عن تخليد اسمه في زقاق، رغم أن الرجل رافع بشهامة في قضية المقاوم المغربي أحمد الراشيدي في ملف تصفية "مقدم". 

دافع عن الكثير من القضايا التي كان فيها المغاربة في قفص الاتهام، وعرف بمواقفه المساندة للمغرب. يقول صديقه محمد امجيد: «من مواقفه التي لازال التاريخ يذكرها له دفاعه عن مفجري قنبلة مرس السلطان ومارشي سانطرال بالدار البيضاء، وأيضا موقفه في قضية وجدة حين مات عشرات المغاربة في معتقل بكوميسارية وجدة اختناقا بعد أن وضع البوليس والعسكر الفرنسي عشرات المسجونين المغاربة في غرفة لا يزيد طولها عن مترين، حيث أدان الفرنسيين بشدة في زمن كان يصعب فيه توجيه اتهام إلى المستعمر». 

عاد جان إلى فرنسا سنة 1965، وهو غاضب من المغاربة، لأنه بالرغم من النضال الذي ميز مسيرته كمحام مدافع عن قضايا الشعب المغربي، فإنه عانى من تنكر بعض الأشخاص له.

ورغم انتقاله إلى بلده، كان مصرا على إرسال حوالة مالية شهرية إلى خادمة مغربية تدعى هنية، كانت تشتغل في بيته طيلة مقامه في المغرب، وظل وفيا لهذه العادة لأنه كان يجعل سلوكه اليومي انعكاسا وترجمة لأفكاره الداعية إلى ضمان وصون الكرامة.

قام بزيارة للدار البيضاء ومراكش وآسفي، وفي منزل امجيد استقبل مجموعة من الشخصيات من بينهم وجهاء المدينة وكثير من الفرنسيين. وكان اللقاء فرصة للاعتراف، ولو شفويا، بالخدمات التي أسداها للوطن. قال شارل كلمة شهيرة أمام الحضور: «هذا هو الفرق بين المحامي المؤمن بالقضية والمدافع عن ملف من أجل الأتعاب». وتوفي شارل عام 1982 في فرنسا.

 


إقرأ أيضا