صادق مجلس الشيوخ الأمريكي هذا الأسبوع على تعيين الجنرال المتقاعد لويد أوستن وزيرا للدفاع في حكومة الرئيس الجديد جو بايدن. وهو أول جنرال ينتمي إلى الأمريكيين من أصل أفريقي. وينتظر مسؤول البنتاغون الجديد الكثير من العمل والتحديات بترميم ما “يعرف بالغرب العسكري” والتخطيط لقوة الردع ضد روسيا والصين علاوة على تطوير الترسانة العسكرية للبلاد.
واستأثر تعيين الجنرال المتقاعد باهتمام الرأي العام الأمريكي والدولي، واعتبر الكثيرون تعيينه تكريما للأقلية السوداء بعد الظلم الذي شعرت به بعد مقتل جورج فلويد في ولاية مينيسوتا على يد الشرطة في جريمة شنعاء، وما ترتب عن ذلك من مواجهات هزت الشارع الأمريكي برمته. وكانت من الأسباب التي ساهمت في تراجع شعبية الرئيس السابق دونالد ترامب.
في الوقت ذاته، يعتبر هذا التعيين استكمالا لتعيين في آخر منصب لم يتولاه الأمريكيون السود حتى الآن، وهو رئاسة البنتاغون، وذلك بعدما شغلوا مناصب قيادة مثل رئاسة البلاد مع الرئيس باراك أوباما، ومنصب نائب الرئيس مع السياسية الحالية كمالا هاريس ثم منصب وزير الخارجية مع كولن باول ومنصب مستشارة الأمن القومي مع سوزان رايس وكونداليزا رايس. وبالتالي، مزيدا من إدماج للأقلية السوداء في مؤسسات الدولة بحكم أنه أول فرد من الأقلية السوداء يتولى هذا المنصب.
ويواجه وزير الدفاع الجديد تحديات كبرى وأجندة شائكة للغاية. وهذا الجنرال الذي يعد سادس أمريكي من أصل أفريقي يصل إلى مرتبة “جنرال بأربعة نجوم” هو عسكري الميدان، فقد حارب في العراق وأفغانستان، ويدرك جيدا متطلبات الجيش والأمن القومي.
ويمر الجيش الأمريكي من فترة مفصلية الآن، ويرى المختصون في الشؤون العسكرية الأمريكية ضرورة تبني وزير الدفاع الجديد سياسة نضج كبيرة للقضاء على نزعة التفوق العرقي وسط الجيش والذي ساد كثيرا.
رويترز