ملفات إبستين تشتعل داخل حركة «ماغا» وتضغط على ترامب - تيلي ماروك

ترامب ملفات إبستين تشتعل داخل حركة «ماغا» وتضغط على ترامب

ملفات إبستين تشتعل داخل حركة «ماغا» وتضغط على ترامب
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 19/07/2025


وسط تصاعد الضغوط السياسية، يبرز ملف جيفري إبستين كإحدى أبرز الأزمات التي تواجه حركة «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا» (ماغا)، بقيادة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب. مع تزايد المطالب، سيما من الملياردير إيلون ماسك، بالكشف عن تفاصيل هذه القضية، تتجه الأنظار إلى مدى قدرة إدارة ترامب على التعامل بشفافية مع الاتهامات التي تهدد استقرارها السياسي.
أفاد موقع «آيب يبر» بأن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب قضى عطلة نهاية الأسبوع، محاولا احتواء الخلافات المتزايدة داخل حركته «لنجعل أمريكا عظيمة مجددا» (ماغا)، عقب اتهامات له بالتستر على ملفات تخص جيفري إبستين.
وأوضح الموقع أن علاقة الرئيس بالممول الأمريكي المتوفى والمدان جيفري إبستين، ظلت دائما تطرح احتمال خلق مشكلة لترامب، ولكنها الآن تحولت فجأة إلى كارثة خارجة عن السيطرة، تهدد بموجة استقالات داخل حكومته.
وذكر الموقع أن الأسئلة التي تكمن في صميم أنشطة إبستين هي أكثر موضوع يثير حماس مؤيدي ترامب المؤمنين بنظريات المؤامرة، وهم يتساءلون هل انتحر إبستين حقا في سجنه عندما كان ينتظر المحاكمة بتهم الاتجار بالجنس عام 2019، أم قتل لإسكاته؟ ومَنْ مِنْ بين العظماء والنافذين شارك في جرائمه؟

سر في العلاقة 
واجه الرئيس الأمريكي دونالد ترامب لحظة حرجة، عندما بدا متعثرا في الوفاء بتعهده الذي أطلقه، خلال حملته الانتخابية العام الماضي، بشأن الكشف عن خبايا قضية جيفري إبستين، أحد أكثر الملفات إثارة للجدل في الأوساط الأمريكية. وقد برز هذا الارتباك بشكل واضح خلال مقابلة تلفزيونية أُجريت معه على قناة «فوكس نيوز»، حيث فاجأته المذيعة راشيل كامبوس دافي في الدقائق الأخيرة من اللقاء بجولة خاطفة من الأسئلة المباشرة، وطلبت منه تقديم إجابات قاطعة بـ«نعم»، أو «لا». غير أن هذه الأسئلة لم تكن عادية، بل تمحورت حول قضايا شائكة ترتبط بنظريات المؤامرة المنتشرة في البلاد، والتي يوليها عدد كبير من أنصاره اهتماما بالغا. وبدلا من تقديم ردود واضحة، بدا ترامب مترددا في التعامل مع الأسئلة، ما أثار موجة من التكهنات حول مدى استعداده فعلا لفتح ملفات قد تُحرجه، أو تُورطه أمام الرأي العام.
ورد ترامب بثقة حتى سألته، هل سيرفع السرية عن ملفات إبستين؟ فكانت إجابته الفورية «نعم سأفعل»، ولكنه اعتقد بعد ذلك أنه وقع في فخ، وقال بعد صمت قصير: «أعتقد ذلك»، لكنه أصر على «إنك لا تريد التأثير على حياة الناس، إذا كانت هناك معلومات زائفة».
وقد أثار قلق ترامب بشأن «المعلومات الزائفة» تكهنات بأن علاقته الشخصية بإبستين ربما كانت أعمق من مجرد لقاءات اجتماعية عرضية في نيويورك، في ثمانينيات وتسعينيات القرن الماضي، خاصة أن إبستين ادعى في محادثات مسجلة أن ترامب كان زير نساء يحب «ممارسة الجنس مع زوجات أفضل أصدقائه».
وقد بذل ترامب ودائرته المقربة جهودا حثيثة لنفي تلك الادعاءات وتهدئة مؤيديه من منظري المؤامرة، إلا أن المدعية العامة، بام بوندي، صرحت وقتها بأن قائمة عملاء إبستين، التي طال انتظارها «جاهزة على مكتبي الآن للمراجعة»، بناء على «توجيه» من الرئيس نفسه، وقد تحمس مؤيدو ترامب، معتقدين أنهم على وشك كشف حقيقة فضيحة إبستين.

زلزال سياسي
في تطور مفاجئ، خلال الأسبوع الماضي، أعلنت وزارة العدل أن قائمة العملاء المعنيين بالقضية لم تعد متوفرة، وبالتالي لن يتم الكشف عنها للرأي العام. هذا الإعلان أثار موجة استياء واسعة بين أنصار حركة «ماغا»، حيث عبر كثيرون منهم عن غضبهم مما اعتبروه محاولة متعمدة لحجب الحقيقة. واستند بعضهم إلى تصريحات رجل الأعمال والمقرب السابق من ترامب، إيلون ماسك، الذي أصبح من الشخصيات المثيرة للجدل في محيط الرئيس، إذ زعم أن اسم ترامب كان من بين الأسماء البارزة على قائمة إبستين، وأن الإدارة الأمريكية تتخذ إجراءات فعالة لطمس كل ما يتعلق بالقضية. هذا الاتهام زاد من حدة التوتر داخل المعسكر المحافظ، وفتح الباب أمام سيل من التساؤلات حول الشفافية، والجهات التي تسعى إلى إبقاء الملف طي الكتمان.
وهكذا أصبح الأمر الآن حريقا سياسيا من الدرجة الخامسة بالنسبة إلى الرئيس. وحذر ستيف بانون، مستشار ترامب السياسي المتقلب، من أن الأزمة ما لم يتم احتواؤها، قد تكلف الجمهوريين دعما هم في أمس الحاجة إليه في انتخابات التجديد النصفي، في نونبر المقبل، وقال إن الفضيحة «لا تتعلق فقط بشبكة من المتحرشين بالأطفال… بل تتعلق بمن يحكمنا».
وأعلن نيك فوينتس، المؤثر اليميني المتطرف، وهو عنصري أبيض تناول العشاء مع ترامب في مارالاغو، أن فشل ترامب في الاعتراف بملفات إبستين قد قضى على حركته السياسية، ونشر على وسائل التواصل الاجتماعي «لقد ماتت ماغا. وداعا لها».
وفي منشور مذهل ادعى ترامب أن بوندي «تقوم بعمل رائع. نحن في فريق واحد. ولا يعجبني ما يحدث»، ووصف إبستين بأنه «رجل لا يموت أبدا»، وأكد فجأة أن ملفات إبستين «كتبها أوباما وهيلاري المخادعة… والخاسرون والمجرمون في إدارة بايدن»، وحث أنصاره على عدم «إضاعة الوقت والجهد على جيفري إبستين، شخص لا يبالي به أحد».

«لا أدلة موثوقة»
تفاقمت مشاكل ترامب، الأسبوع الماضي، عندما نشرت وزارة العدل ومكتب التحقيقات الفيدرالي مذكرة من صفحتين، قالت إنها جاءت بعد «مراجعة شاملة» للمواد المتعلقة بإبستين، الذي عُثر عليه مشنوقا في زنزانته، بسجن في نيويورك، في غشت 2019، فيما كان ينتظر محاكمته بتهم الاتجار الجنسي بقاصرات.
وجاء في المذكرة أنه لا توجد «قائمة عملاء» ولا «أدلة موثوقة» تفيد بأن إبستين ابتز شخصيات بارزة ضمن أنشطته، كما أكدت أن وفاته كانت نتيجة انتحار.
وتتعارض هذه الاستنتاجات مع العديد من نظريات المؤامرة التي انتشرت منذ وفاة إبستين، وغالبا ما كانت مدعومة من أقرب حلفاء ترامب.
وقبل أن يشغلوا مناصب حكومية، شكك كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ونائبه دان بونجينو، علنا في ما إذا كان إبستين قد انتحر، أم قُتل كجزء من مؤامرة واسعة لحماية شخصيات نافذة كانت على صلة به.
وعندما سُئلت وزيرة العدل بام بوندي عن «قائمة عملاء إبستين» في مقابلة مع قناة «فوكس نيوز» في فبراير، أجابت: «الملف على مكتبي الآن قيد المراجعة».
وأصبحت بوندي الآن هدفا لهجوم من أوساط حركة «MAGA»، حيث دعا لوومر وآخرون الرئيس إلى إقالتها، بسبب مذكرة وزارة العدل.
وحتى الآن، دافع دونالد ترامب بشدة عن حليفته بام بوندي، التي تعتبر شخصية محورية في جهود إدارته لإصلاح النظام القضائي.
وعندما حاول أحد الصحافيين، الأسبوع الماضي، طرح سؤال على بوندي خلال اجتماع للحكومة، قاطعه ترامب قائلا: «هل لا زلتم تتحدثون عن جيفري إبستين؟ هذا الرجل تم الحديث عنه لسنوات».
وأضاف: «لدينا تكساس، لدينا كل هذه الأمور، وما زال الناس يتحدثون عن هذا الرجل؟ هذا المنحرف؟ هذا أمر لا يُصدق».
لكن بوندي ما زالت في مرمى نيران حركة ««MAGA، وسط تزايد الانتقادات من قبل قادة في الحركة ضدها.
وفي هذا الإطار، نقل موقع «أكسيوس» وجهة نظر الجمهوريين الأكثر تقليدية داخل المؤسسة الحزبية، الذي اعتبروا أن تبني الحزب لنظريات المؤامرة الكبرى، التي تتحدث عن سقوط حتمي لشبكة من الشخصيات النافذة، كان محكوما عليه بالفشل منذ البداية.
وقال أحد أعضاء مجلس النواب الجمهوريين، مشترطا عدم الكشف عن هويته: «إعطاؤهم جميعا ملفات وأوراق وترديد عبارة «ملفات إبستين»، وكل هذا لقد صنعنا ذلك بأيدينا».

مطالبة بتنفيذ الوعد
حث الملياردير الأمريكي إيلون ماسك الرئيس دونالد ترامب على «الإفصاح عن ملفات جيفري إبستين، تنفيذا للوعد الذي قطعه سابقا، بإطلاع الأمريكيين عليها».
وبعد خلافه العلني مع الرئيس الأمريكي، تدخل إيلون ماسك في الجدل الدائر حول قضية إبستين التي عادت إلى الواجهة، وقال في منشور عبر حسابه بموقع «إكس»: «بجدية.. لقد كرر كلمة إبستين ست مرات، طالبا من الجميع التوقف عن الحديث عنه، على ترامب الإفصاح عن ملفات إبستين كما وعد».
ويتضمن المنشور الذي رد عليه، لقطة شاشة لمنشور مطول لترامب على «تروث سوشيال» حول ملفات إبستين، والذي قال فيه ترامب إنها من تدبير الرئيس الأمريكي الأسبق باراك أوباما، و«هيلاري الفاسدة»، و«الخاسرين والمجرمين» من مسؤولي بايدن.
وحث ترامب في منشوره العاملين في إدارته، بمن فيهم كاش باتيل، على عدم «إضاعة الوقت والجهد» على «الرجل الذي لا يموت أبدا».
وفي منشور سابق، تساءل ماسك: «أي نظام نعيش فيه بحق الجحيم، إذا كان آلاف الأطفال قد تعرضوا للإساءة، والحكومة لديها مقاطع فيديو للمعتدين، ومع ذلك لا يواجه أي منهم أي اتهامات؟».
وسبق لماسك قوله تعليقا على الملفات السرية: «قوائم عملاء إبستين لم يتم الإعلان عنها، لأن ترامب كان مدرجا فيها».
ويحظى ملف إبستين، باهتمام واسع، نظرا إلى صلته بعدد من الشخصيات العالمية البارزة، من بينها بيل غيتس، وبيل كلينتون، والأمير أندرو. ودونالد ترامب نفسه كان قد ارتبط بصداقة مع إبستين في تسعينيات القرن الماضي، قبل أن يبتعد عنه لاحقا.
وكشفت مصادر عن توترات داخلية أمريكية حول مدى الشفافية المطلوبة في التعامل مع الملف، حيث يصر بعض المسؤولين على ضرورة الكشف عن كل المعلومات، بينما تبدو الإدارة مترددة في هذا الصدد.
وتحدث النائب عن سنوات تعليقات كل من كاش باتيل، مدير مكتب التحقيقات الفيدرالي، ونائبه دان بونجينو، كمؤثرين في حركة «MAGA»، قبل انضمامهما إلى الإدارة، قائلا: «الأمر مختلف تماما عندما تكون من يطلق التصريحات دون أن تكون في موقع المسؤولية، مقارنة بكونك فعليا في الموقع المسؤول».  


إقرأ أيضا