ترامب يقلب الطاولة على بوتين ويهدد بإرسال أسلحة متطورة لأوكرانيا - تيلي ماروك

ترامب ترامب يقلب الطاولة على بوتين ويهدد بإرسال أسلحة متطورة لأوكرانيا

ترامب يقلب الطاولة على بوتين ويهدد بإرسال أسلحة متطورة لأوكرانيا
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 18/07/2025

في مشهد يعكس تصاعد التوترات العالمية وتبدل الأولويات داخل البيت الأبيض، خرج الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بموقف غير مسبوق تجاه موسكو، منح فيه الكرملين مهلة لا تتجاوز خمسين يوماً لإنهاء الحرب في أوكرانيا، ملوحاً بسلاح الرسوم الجمركية ومعززاً دعمه العسكري لكييف. فبعد وعود انتخابية بـ "تسوية النزاع في نصف ساعة"، يبدو أن ترامب انتقل من خطاب المصالحة إلى استراتيجية الضغط، مستنداً إلى تحالف أوروبي متحرك وحلف شمال الأطلسي كأداة تنفيذية. وبينما تتلقى أوكرانيا دفعات جديدة من الأسلحة المتطورة، يشتد الحصار الاقتصادي والدبلوماسي حول روسيا، في لعبة شطرنج دولية تتسارع مجرياتها مع كل تصريح.

لم يعد ترامب، الذي تعهد خلال حملته الانتخابية نحو البيت الأبيض بأنه سينهي حرب أوكرانيا خلال نصف ساعة إذا أصبح رئيساً، يخفي خيبة أمله من رفض الرئيس الروسي فلاديمير بوتين التعامل بجدية مع مسار التفاوض. وربط هذا التعنت بخطط دعم كييف بأسلحة دفاعية، مشيراً إلى أن حصول أوكرانيا على منظومة باتريوت إضافية قد يكون وارداً في المرحلة المقبلة.
وانتقد ترامب مرة أخرى سلوك بوتين، قائلا: "يتحدث بلطف ثم يقصف الجميع في المساء. لذا هناك مشكلة صغيرة هناك". وتتصدى أوكرانيا لغزو روسي واسع النطاق على مدى أكثر من ثلاث سنوات، وذلك بفضل الأسلحة التي قدمها الحلفاء الغربيون بشكل كبير.

ترامب يمهل بوتين 50 يوما
سرعان ما ترجم الرئيس الأمريكي الاستياء بعزمه إرسال أسلحة جديدة لأوكرانيا وهدد روسيا وشركاءها برسوم جمركية قاسية ما لم توافق موسكو على اتفاق سلام بغضون 50 يوما. فقد أمهل الرئيس الأمريكي دونالد ترامب موسكو، مدة 50 يوما لإنهاء الحرب الأوكرانية أو مواجهة رسوم جمركية قاسية، معلنا في الوقت ذاته عن إرسال شحنة أسلحة كبيرة إلى أوكرانيا عبر حلف شمال الأطلسي. وقال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب يوم الاثنين الماضي إنه سيعاقب روسيا برسوم جمركية إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب في أوكرانيا في غضون خمسين يوما، وذلك في أحدث مثال على تنامي إحباطه من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وجاء إعلان ترامب خلال اجتماع في المكتب البيضاوي مع الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته. وقال الرئيس الجمهوري: "سنقوم بفرض رسوم جمركية مرتفعة للغاية إذا لم يكن لدينا اتفاق في غضون 50 يوما"، دون أن يقدم تفاصيل بشأن كيفية تطبيق هذه الرسوم الجمركية.
وأشار إلى أنه ستكون هناك "رسوم ثانوية"، بمعنى أنها ستستهدف شركاء روسيا التجاريين، في محاولة لعزل موسكو في الاقتصاد العالمي. قائلا: "أنا استخدم التجارة في الكثير من الأشياء، لكنها رائعة لتسوية الحروب". ونقلت وكالة الأنباء الألمانية عن ترامب قوله إن شركاء روسيا التجاريين سوف يواجهون رسوما جمركية بنسبة 100 في المائة تقريبا إذا لم يتم التوصل إلى اتفاق سلام بين روسيا وأوكرانيا خلال 50 يوما.
وقال ترامب: "كما تعلمون، لقد أنفقنا 350 مليار دولار تقريبا على هذه الحرب بين روسيا وأوكرانيا، ونود أن نراها تنتهي". ورحب الأمين العام لحلف الناتو بإعلان ترامب عن الرسوم.
وقال روته: "لو كنت أنا فلاديمير بوتين اليوم، وسمعتك تتحدث عما تعتزم القيام به خلال 50 يوما، وهذا الإعلان، كنت سأعيد النظر في ما إن كان ينبغي أن آخذ المفاوضات مع أوكرانيا بجدية أكثر مما أفعل الآن". وأضاف أنه "خبر عظيم حقا" لأوكرانيا.

أسلحة لأوكرانيا
قال الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إنه سيرسل أسلحة لأوكرانيا، لكن الولايات المتحدة لن تدفع ثمنها، معبرا عن استيائه "الكبير" تجاه روسيا، وذلك بلقائه في البيت الأبيض الأمين العام لحلف شمال الأطلسي (الناتو) مارك روته الذي قال، إن القرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة مهم للغاية.
وأوضح ترامب أن نظام الدفاع الجوي "باتريوت" سيصل إلى أوكرانيا خلال أيام، مشيرا إلى أن تزويد كييف بأسلحة إضافية قد يوفر فرصة لإحلال السلام في المنطقة، على حد تعبيره.
وفي تصريحات أخرى، كشف الرئيس الأمريكي، أنه اعتقد في أربع مناسبات سابقة أن اتفاقا بشأن أوكرانيا بات وشيكا، مضيفا، "أتحدث كثيرا إلى (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين لإنهاء الحرب، لكن الصواريخ تنهمر على أوكرانيا، وفي لحظة ما تصبح الاتصالات غير مفيدة".
وأكد ترامب أن أوكرانيا ستحصل على معدات عسكرية تقدر بالمليارات، وأن الولايات المتحدة سترسل الأسلحة دون أن تتحمل تكلفتها، موضحا أن الناتو سيتولى مهمة تنسيق عملية الإرسال.
وشدد الرئيس الأمريكي على أن بوتين "يدرك ماهية الاتفاق بشأن أوكرانيا"، مؤكدا أنه "لا منتصر في هذه الحرب"، وقال: "أود أن تنتهي الحرب في أوكرانيا وأشعر بخيبة أمل تجاه بوتين"، لكنه مع ذلك عبر عن اعتقاده بأنه سيتم التوصل لاتفاق مع الرئيس الروسي.
ومن جانبه، وصف الأمين العام لحلف الناتو القرار الأمريكي بتزويد أوكرانيا بالأسلحة بأنه "مهم للغاية"، معلنا أن الحلف سيقدم حزم مساعدات عسكرية متعددة لكييف، وكشف عن تواصل مع عدة دول أوروبية ترغب في لعب دور في تقديم الدعم العسكري.
ومن جهتها، نقلت شبكة "سي إن إن" عن مسؤولين أمريكيين بأن تزويد أوكرانيا بأسلحة جديدة قد يرسل إشارة بأن ترامب جاد في إظهار استيائه من بوتين.

أصل خطة ترامب
ذكرت شبكة  "سي إن إن" أن هذه الخطة نوقشت بجدية في قمة الناتو الشهر الماضي في هولندا، بعد محادثات بين ترامب والرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي، وزعماء أوروبيين.
وتعود أصول هذه الخطة، حسب "سي إن إن"، إلى الأشهر الأولى من الولاية الثانية لترامب، إذ بدأ مسؤولون أوروبيون في البحث عن وسيلة لضمان استمرار الدعم العسكري لأوكرانيا في حال نفذ ترامب وعوده بتقليص الدعم العسكري لكييف.
وذكر المصدر أن مسؤولين أوروبيين وأمريكيين، سهروا في الأسابيع الماضية، على وضع التفاصيل الأخيرة لكيفية تنفيذ هذه الخطة.
وبهذه الخطة الجديدة، يحاول ترامب تجنب الانتقادات السياسية والاتهامات بالتراجع عن وعده الانتخابي بتقليص دور الولايات المتحدة في الحرب الدائرة منذ سنوات بين أوكرانيا وروسيا، بحسب "سي إن إن".
كما أن ترامب يتوقع، بعد تنفيذ هذه الخطة، مكاسب مالية كبيرة، إذ تبلغ تكلفة كل نظام "باتريوت" حوالي مليار دولار.
وقال مسؤولون أمريكيون إن تزويد أوكرانيا بدفعة جديدة من الأسلحة، يعد رسالة إلى موسكو بأن ترامب محبط حقا من الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، بعدما صرح ترامب الأسبوع الماضي أنه سئم من "هراء" الزعيم الروسي.
وقال مسؤول أمريكي: "إنه (ترامب) محبط للغاية من بوتين"، وأضاف: "يريد أن يظهر أنه جاد بشأن إنهاء الحرب، وربما يُقنع هذا بوتين بأن الوقت قد حان لبدء التفاوض".
ومن المرتقب أن تحصل أوكرانيا على بطارية صواريخ "باتريوت"، التي قال ترامب إنها ضرورية للدفاعات الأوكرانية، إضافة إلى صواريخ قصيرة المدى، وقذائف هاوتزر، وصواريخ جو-جو.
وكان الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي قد قدم، في قمة الناتو بهولندا، لترامب وقادة آخرين قائمة بالأسلحة التي تحتاجها أوكرانيا، ووافق ترامب على بعض هذه الطلبات، وفقا لما قاله مسؤول أمريكي.
وترتكز خطة ترامب على بيع الأسلحة للدول الأوروبية بدلا من نقلها مباشرة إلى أوكرانيا.
وذكر مسؤولون أمريكيون لشبكة "سي إن إن" أن إيصال أنظمة "باتريوت" إلى أوكرانيا سيكون أسرع إذا كانت موجودة بالفعل في أوروبا، بدلا من شحنها من الولايات المتحدة أو تصنيعها داخل الأراضي الأمريكية.
وسيعمل حلف شمال الأطلسي (الناتو) على تنسيق شحنات الأسلحة بين الدول الأعضاء.
وقد تقوم دول أوروبية بنقل أسلحة اشترتها سابقا من الولايات المتحدة إلى أوكرانيا، ثم تعوضها أمريكا بمشتريات جديدة، أو يمكن لتلك الدول شراء أسلحة أمريكية جديدة لنقلها إلى كييف، بحسب "سي إن إن".
والدول المشاركة في هذا المخطط هي: ألمانيا والنرويج، وقال مسؤولون لـ"سي إن إن" إن هناك أربع دول أوروبية أخرى يتوقع انضمامها إلى هذه المبادرة.
وفي المكالمات التي جمعته بترامب، قال المستشار الألماني فريدريش ميرتس، إن بلاده تتطلع لتسلم أنظمة دفاع من الولايات المتحدة لنقلها إلى أوكرانيا، بحسب مصدر مطلع على المكالمة.
وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي، مارك روتي، في مكالمة مع كبار المسؤولين العسكريين الأمريكيين، من بينهم وزير الدفاع بيت هيغسيت، والجنرال دانتين، رئيس هيئة الأركان المشتركة، إنه تلقى عدة رسائل من دول أوروبية أعربت عن استعدادها للمشاركة في هذه المبادرة، بحسب ما قاله مصدر مطلع.

لقاء مثمر
أعلن الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي الاثنين المنصرم أنه عقد اجتماعا "مثمرا" في كييف مع المبعوث الأمريكي كيث كيلوغ، معربا عن شكره للرئيس ترامب على "دعمه" غداة إعلان ترامب، أن الولايات المتحدة سترسل منظومات دفاع جوي من طراز "باتريوت" إلى أوكرانيا.
وكتب الرئيس الأوكراني على منصات التواصل الاجتماعي "ناقشنا السبيل إلى السلام وما يمكننا القيام به عمليا ليكون (السلام) أقرب". وأشار إلى أن ذلك يشمل "تعزيز الدفاعات الجوية الأوكرانية، والإنتاج المشترك، وشراء الأسلحة بالتعاون مع أوروبا، إضافة إلى العقوبات على روسيا" وعلى داعميها.
وبعد أن بدأ ولايته الثانية بنهج أكثر تصالحية تجاه موسكو، عبر ترامب في الأسابيع القليلة الماضية عن استيائه من الرئيس الروسي في ظل تصعيد موسكو غاراتها الجوية على كييف وغيرها من المدن الأوكرانية.
وقبل أسبوعين أعلن ترامب تعليق إرسال بعض شحنات الأسلحة إلى كييف، لكنه تراجع عن قراره قائلا، إنه سيتم تسليم أوكرانيا أنظمة باتريوت، مؤكدا أنها في "أمس الحاجة إليها".
وفي إطار تراجعه عن وقف شحنات الأسلحة إلى أوكرانيا، أعلن البيت الأبيض، أن الصفقات الجديدة تتضمن قيام الناتو بدفع أموال للولايات المتحدة مقابل بعض الأسلحة التي سيرسلها إلى كييف.

تكتيك دبلوماسي لإرضاء ترامب
وافق الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على استبدال سفيرة أوكرانيا لدى الولايات المتحدة، أوكسانا ماركاروفا، خلال مكالمة هاتفية أجراها مؤخرا مع الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، حسب ما أفادت به صحيفة "فاينانشال تايمز" يوم الثلاثاء الماضي. وأشارت الصحيفة البريطانية، نقلا عن مصدرين مطلعين على الأمر، إلى أن الجانبين يجريان حاليا محادثات بشأن المرشحين المحتملين لخلافة ماركاروفا، علما بأن التعيين يتطلب موافقة من البلدين.
وتشغل ماركاروفا منصب سفيرة أوكرانيا في واشنطن منذ عام 2021، لكنها تعرضت لانتقادات من بعض الجمهوريين لكونها "مرتبطة بشكل وثيق بالحزب الديمقراطي".
وقد ينظر إلى قرار استبدالها كمحاولة من زيلينسكي لتهدئة ترامب في توقيت حساس بالنسبة لأوكرانيا، في وقت تواصل فيه روسيا شن ضربات مكثفة بالصواريخ والطائرات المسيرة، بعد أكثر من ثلاث سنوات على بدء غزوها الشامل لأوكرانيا. ويخطط زيلينسكي للإعلان عن استبدال ماركاروفا الأسبوع المقبل، في إطار تعديل وزاري أوسع. ويشار إلى أن الرئيس الأوكراني أجرى عدة تغييرات على تشكيلته الوزارية منذ بداية الحرب.
وقال مسؤول أوكراني رفيع المستوى للصحيفة إن زيلينسكي يعتزم تعيين شخصية تعرف بأنها "بارعة في التفاوض" و"مفهومة جيدا من قبل البيت الأبيض، وفي الوقت ذاته من قبل الكونغرس".


إقرأ أيضا