مجلة "nouvel obs" الفرنسية تحاور مدير جريدة "الأخبار" حول نشر صور ماء العينين بدون حجاب - تيلي ماروك

nouvel obs - مدير جريدة "الأخبار" مجلة "nouvel obs" الفرنسية تحاور مدير جريدة "الأخبار" حول نشر صور ماء العينين بدون حجاب

مجلة "nouvel obs" الفرنسية تحاور مدير  جريدة "الأخبار" حول نشر صور ماء العينين بدون حجاب
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 26/01/2019

بعد ظهورها مؤخرا في البرلمان ومشاركتها في مؤتمر ببيروت بالحجاب، بعدما كشفت "الأخبار" عن صور لها في باريس بدونه، حصلت هذه الجريدة على صورة جديدة للنائبة البرلمانية ماء العينين بدون حجاب، وبالماكياج هذه المرة، وهي تسترق لقطة بجانب تمثال مريم العذراء في مكان لم يتسن للجريدة التأكد منه.

وتنضاف هذه الصورة إلى الصور الحصرية التي تنشرها "الأخبار" للنائبة البرلمانية التي دخلت في صمت مطبق عقب تلقيها لهجومات شرسة من طرف قيادات في حزبها بسبب الحرج الذي تسببت لهم فيه أمام الرأي العام، خصوصا بعدما أكد صديقها جواد بنعيسي أن علاقتهما ذات طبيعة خاصة، دون أن يوضح طبيعة هذه الخصوصية، هل يتعلق الأمر بخطوبة أم علاقة عاطفية متحررة أم مجرد صداقة عابرة للقارات، علما أن الحزب الذي تنتمي إليه النائبة يرفض بشكل مطلق هذا النوع من العلاقات خارج إطار الزواج، مما يضع النائبة ومعها حزبها في تناقض سياسي وإيديولوجي فاضح.

وبعد اعتراف النائبة أمينة ماء العينين، عن حزب العدالة والتنمية، بكون الصور (وهي بدون حجاب في ساحات باريس) التي نشرتها جريدة "الأخبار" هي لها، وبعد الجدل الإعلامي والسياسي الذي أثاره نشر هذه الصور داخل المغرب وخارجه في الصحافة الدولية التي تناولته، أصر البعض هنا على اعتبار نشر صور نائبة إسلامية بدون حجاب هو انخراط في حرب ضد هذه الأخيرة، وهو الشيء الذي نفاه مدير نشر هذه الجريدة، رشيد نيني، في حوار مع سيلين لوساطو Celine Lussato الصحافية العاملة بالمجلة الفرنسية الرصينة Le Nouvel Observateur، في حوار أجرته معه ننشر هنا ترجمته الكاملة: كانت جريدة "الأخبار" أول جريدة ورقية تنشر الصور المثيرة للجدل للنائبة البرلمانية ماء العينين، القيادية في حزب العدالة والتنمية، وهي بدون حجاب في باريس.

الجدل المثار، حسب قول مدير نشر الجريدة، هو جزء من أزمة عميقة داخل الحزب الحاكم.

لماذا تم نشر الصور الشخصية للنائبة أمينة ماء العينين في الصحافة؟ هل يتعلق الأمر كما تقول هي، بحملة ضدها؟

يميل السياسيون، سيما الإسلاميين منهم، إلى تقديم أنفسهم كضحايا من أجل شيطنة أي انتقاد لهم.

لكن صور النائبة الإسلامية لم تؤخذ في مكان خاص وشخصي، وهي بالتالي ليست صورا خاصة.

هذه الصور تذكارية وتم التقاطها في مكان عام في باريس، أمام "مولان روج" في "بيغال" وميدان "فاندوم".

ما يجعلها مهمة بالنسبة لي هي أنها تظهر وجهاً مختلفاً تماماً عن الوجه الذي تحاول النائبة تقديمه في الساحة السياسية في المغرب.

ولهذا السبب فهذه الصور هي خبر مهم، وبالتالي نشرناها بعد التأكد طبعا من صدقيتها.

الأمر أشبه كما لو أنك في فرنسا صادفت صورة تظهر إحدى نائبات حزب الجبهة الوطنية وهي ترتدي حجاباً وتخرج من المسجد الكبير في باريس. أو صورة لأحد مناضلي الحزب الاشتراكي يسير جنباً إلى جنب مع المحتجين الذين يطالبون بإلغاء الزواج للجميع.

هذه الصور تظهر التناقض السياسي والأخلاقي لعضو يكسب 10000 يورو شهريا بفضل أموال دافعي الضرائب المغاربة.

وبالتالي، يحق لهذا الشعب معرفة التغييرات الإيديولوجية لممثليه الذين يجلسون في البرلمان بفضل الأصوات التي منحهم إياها.

وبالنسبة للبيجيديات (عضوات حزب العدالة والتنمية الإسلامي)، فإن الحجاب هو علامة دينية وأداة انتخابية.

وحقيقة أن برلمانية من هذا الحزب تزيل الحجاب في الخارج وترتديه من جديد في المغرب، فهذا إذن جزء من المعلومات.

ليس الأمر حملة ضدها، إنه تمرين صحافي يكشف الطبيعة الحقيقية لحزب يوجد في السلطة لمدة سبع سنوات.

لقد كنت سأدافع عن ماء العينين لو كانت قررت أن ترتدي، طيلة الوقت، في المغرب أو في أي مكان آخر، ذلك اللباس المتحرر، لكن أن تظهر في

لمشهد السياسي المغربي بوجهين، فهذا الأمر غير سليم على الإطلاق، والكلمة السحرية في هذا النقاش هي الانسجام. بالنسبة لي، من الضروري الكشف عن الخطاب المزدوج في السياسة.

والناخبون يحتاجون إلى رؤية هذه الأنواع من الصور لمعرفة على من سيصوتون في المستقبل.

نحن نعيش في بلد لا يقتصر فيه الحجاب على الذوق الشخصي بل على الإيديولوجيا.

هذه قضية سياسية للغاية. الحجاب هو جزء من "حجج البيع" التي يستعملها الحزب السياسي الأول في هذا البلد لبيع نموذجه. لقد جعل الإسلاميون من الحجاب التزاما و"سلاحا للتلاعب الجماعي".

والتخلص من هذا الحجاب هو معلومة وخبر، والحصول على الصور التي تثبت ذلك يسمى "سبقا صحافيا".

داخل حزب العدالة والتنمية، كان هناك نوعان من ردود الفعل على نشر هذه الصور المثيرة للجدل، تلك التي صدرت عن بنكيران، الزعيم السابق للحزب، الذي دعم النائبة، وتلك التي صدرت عن سعد الدين العثماني، الأمين العام الحالي ورئيس الحكومة، الذي طالبها بدون تسمية بالحفاظ على الوفاء للقيم الإسلامية. هل هي حرب تيارات في حزب العدالة والتنمية؟

نعم، بالتأكيد، فالحزب الذي يقود الحكومة منذ 7 سنوات يعيش منذ ما يقرب من ثلاث سنوات حالة من الصراع الداخلي الكبير بين تيار رئيس الحكومة المسمى "تيار الاستوزار" وتيار عبد الإله بنكيران.

وقد اندلعت حرب التيارات هذه غداة إعفاء بنكيران من منصبه كرئيس للحكومة وتعيين سعد الدين العثماني في مكانه.

وقد عاد الخلاف للظهور من جديد داخل الحزب بعد نشر صور النائبة ماء العينين دون حجاب. حيث اقتصر الدفاع عنها فقط على الموالين لتيار بنكيران، في الوقت الذي تجاهل تيار الاستوزار الموضوع وهاجمها.

هل هذا لأن رئيس الحكومة السابق أكثر انفتاحا في الموضوع أم لأنها فقط من تياره؟

بنكيران هو الأب الروحي بالنسبة لماء العينين وهي تدين له بكل شيء في مسارها السياسي. وبنكيران يتماهى مع مصلحته فهو راديكالي حين يشاء ومنفتح عندما يناسبه الأمر.

إن بنكيران بارع في فن تغيير المواقف مع تغيير الأحوال، فيجب ألا ننسى أنه كان دائماً مدافعاً قوياً عن الحجاب. أذكرك أنه عندما كان في نائبا في البرلمان طالب بطرد صحافية تعمل بالقناة الثانية من مقر البرلمان بسبب لباسها المنفتح. واليوم، يبشر بخطاب تقدمي على نفس اللباس... إنه نفاق!

إلى أي مدى يمكن لحرب التيارات أن تصل داخل العدالة والتنمية؟ هل هذه هي بداية النهاية؟

لا، أنا لا أقول إن حزب العدالة والتنمية في طريقه للنهاية.

بل على العكس، فهو حزب منظم وذو قدرة قوية على التعبئة، سيما بسبب استغلاله للمرجعية الدينية في خطابه، وخاصة مع الطبقات الشعبية.

يجب الاعتراف بأن ممارسة السلطة قد أضعفت الحزب، خاصة لأنه لم يكن قادرا على الوفاء بوعوده.

لكن على المستوى الانتخابي، لا يواجه الحزب أي مشكلة لأنه ينام فوق سرير تحته يوجد احتياطي أصوات يبلغ حوالي مليون ونصف مليون صوت. والنواة الصلبة للحزب مؤلفة من النشطاء والمتعاطفين. لذا سواء صوت الناس أم لا، فإن رتبة "البيجيدي" لن تتغير.

هل هذا الصراع الداخلي وسط البيجيدي دون تأثير إذن؟

المغاربة، مستقبلا، سيربطون حزب العدالة والتنمية بالنفاق والأكاذيب والخطاب المزدوج.وعلى المدى الطويل، سيكون هذا الأمر مدمرا سياسيا للحزب، خاصة أنه بنى كل إيديولوجيته على المرجعية الدينية والأخلاق الحميدة.


إقرأ أيضا