فيلا رئيس الحكومة في قلب الجدل والبوقرعي يدافع عن الفيلات الفخمة لقادة "البيجيدي" - تيلي ماروك

فيلا رئيس الحكومة - العثماني - البوقرعي فيلا رئيس الحكومة في قلب الجدل والبوقرعي يدافع عن الفيلات الفخمة لقادة "البيجيدي"

فيلا رئيس الحكومة في قلب الجدل والبوقرعي يدافع عن الفيلات الفخمة لقادة "البيجيدي"
  • 64x64
    مراد كراخي
    نشرت في : 21/01/2019

لم يجد خالد البوقرعي، الكاتب الجهوي الحالي لحزب "البيجيدي" بجهة فاس، والكاتب العام السابق لشبيبة "المصباح"، من "قفشات" ليدافع بها عن قضية تناسل أخبار بناء قادة حزب "البيجيدي" لفيلات في أحياء راقية بالمدن الكبرى، سوى القول إنهم "داخلين في دارت"، إلى الأبناك البديلة، وقال إن رئيس الحكومة الحالي، سعد الدين العثماني، اقتنى فيلا له في مدينة سلا بـ"دارت". وتعني أن بضعة أصدقاء يقومون بأداء مبالغ مالية قليلة على أن يحصلوا على مجموعها بالتناوب بينهم، وتمكنهم هذه العملية من جمع مبالغ بسيطة يستعينون بها لأداء بعض الديون الصغيرة، أو اقتناء لوازم منزلية غير مكلفة.

ولم يسبق لأي كان أن تحدث عن أن عملية "دارت" يمكنها أن تستخدم في اقتناء فيلا إلى أن أخبر بها خالد البوقرعي أعضاء شبيبة حزبه بجهة فاس - مكناس، أول أمس السبت، في أشغال ملتقى عقد في منتجع خاص في جماعة "عين الشقف" بإقليم مولاي يعقوب.

ولم تقف قفشات البوقرعي، وهو يتحدث إلى أعضاء من شبيبة المصباح بجهة فاس - مكناس، عند هذا الحد، بل دافع عن "مشروعية" جمع التعويضات التي راكمتها قيادات هذا الحزب بعد جمع عدد منها لأكثر من منصب مسؤولية في البرلمان والجهات والمجالس المحلية، إلى جانب رواتبهم الأصلية، وقال إنها "تعويضات مشروعة"، متهما من أسماه بتحالف "الجمهوريين السابقين"، ويقصد بهم اليساريين، و"أثرياء السياسة" الذين أورد أنهم ينتمون إلى أحزاب أخرى غير حزب "البيجيدي"، بـ"اختلاق" قضية "جمع التعويضات" لكي يغطوا، حسب تعبيره، عن الثراء الفاحش ومراكمة الثروات.

وأكد البوقرعي أن أعضاء حزب "البيجيدي" الذين يتولون المسؤولية ويديرون الجماعات والجهات، يفعلون ذلك "بشكل سليم ونزيه وديمقراطي"، في رد منه على الانتقادات الموجهة لقيادات في حزب العدالة والتنمية راكمت تعويضات شهرية بالملايين، وأصبحت مصنفة في عداد أصحاب الفيلات في أفخم الأحياء الراقية بالمدن الكبرى، بعدما كان عدد منهم، قبل أن يتولى المسؤولية، يعيشون في شقق كراء. وقدم البوقرعي مسؤولي حزبه على أنهم يتحلون بـ"النزاهة" و"نظافة اليد" وبأنهم "داخلين في دارت" والأبناك البديلة فقط لبناء فيلات في أحسن الأحوال.

ومن جهته، أصدر محمد أمكراز، الكاتب العام للشبيبة، ما يشبه الأوامر إلى أعضاء شبيبه الحزب، بدعوتهم إلى "التواصل" مع المواطنين بوجوه لا يعتريها الخجل، وتقديم إنجازات "البيجيدي" الذي يتولى تدبير الشأن العام الوطني منذ ما يقرب من سبع سنوات، ويشرف على تدبير عدد كبير من الجماعات في المدن الكبرى منذ أكثر من ثلاث سنوات، في حين تزداد موجة الانتقادات الموجهة إليه في أوساط مختلف الفئات بسبب تدهور الأوضاع الاجتماعية والرفع من الأسعار وضعف القدرة الشرائية وتنامي البطالة ونقص في الخدمات العمومية، وتدهور التجهيزات الأساسية، رغم أن "البيجيدي" قدم الكثير من الوعود والبرامج الانتخابية محليا وجهويا ووطنيا، تحولت، بحسب المنتقدين، إلى سراب.

وأصبح أعضاء شبيبة حزب "البيجيدي"، في ظل هذا الوضع، يجدون صعوبات كبيرة في التواصل مع السكان، لكن محمد أمكراز، الكاتب العام للشبيبة، دعاهم إلى التواصل مجددا مع المواطنين بدون خجل، في إطار تسخينات "البيجيدي" لخوض الانتخابات في سنة 2021، حيث سيتأتى للقيادات ذاتها أن تحافظ على جمع التعويضات ومراكمة الامتيازات وحصد مواقع المسؤولية، يقول المنتقدون.

وتغيب عبد الإله بنكيران عن أشغال هذا الملتقى الذي عقدته الشبيبة بتنسيق مع الجيلالي الدومة، رئيس جماعة عين الشقف القروية، في منتجع خاص بجوار مدينة فاس. ولم يقدم المنظمون أي توضيحات بشأن الملابسات المحيطة بهذا الغياب. فيما أشار بعض المقربين إلى أن رئيس الحكومة السابق، أصيب بنزلة برد، في حين اتهم بعض أعضاء الشبيبة ما أسموه تيار "الاستوزار" بالوقوف وراء عدم حضور أمينهم العام السابق لهذا الملتقى.

وأوردت المصادر أن رئيس الحكومة السابق أصيب بإحباط عندما توصل بمعطيات تفيد بأن حضور أشغال الملتقى كان باهتا، وبأن بعض الجلسات كانت شبه فارغة، وبأن الحزب تدخل للاستعانة بأعضاء جمعيات موالية وأطفال لملء قاعة الاجتماعات في هذا المنتجع.

وكان عبد الإله بنكيران قد ترأس تجمعات حاشدة في ساحات عمومية بإقليم مولاي يعقوب، بالقرب من أحياء الصفيح، وتجول في أحياء غير مهيكلة، وذلك في سياق إنزال انتخابي للظفر بمقعد برلماني أعيدت انتخاباته لأكثر من مرة في "دائرة الموت"، قبل أن يؤول إلى محمد يوسف، عن حزب العدالة والتنمية، وهو موظف في الوكالة الحضرية، ونائب للعمدة الأزمي، مكلف بالتعمير. ووعد رئيس الحكومة السابق سكان الإقليم بالتجاوب مع ملفاتهم، واعتماد برامج حكومية لإخراجهم من العزلة التي فرضت على إقليم افتراضي يدعى إقليم مولاي يعقوب، لكن الأوضاع ذاتها استمرت لدى السكان، ولم يعقد "البيجيدي" مع المواطنين أي لقاء تواصلي، واختفى النائب البرلماني عن الأنظار، ولم يحضر حتى لأشغال ملتقى شبيبة حزبه بالجهة، بعدما وجد نفسه مطوقا بانتقادات لاذعة حتى من قبل عدد من أعضاء الشبيبة وقيادات محلية أخرى من حزب "المصباح"، جزء من هذه الانتقادات له علاقة بنزاعات حول مواقع المسؤولية.

وفي المقابل، سلمت شبيبة حزب العدالة والتنمية بالجهة هدية تذكارية إلى رئيس جماعة عين الشقف، الجيلالي الدومة، الذي استقبل في الآونة الأخيرة قضاة المجلس الجهوي للحسابات، وعاش محنة في آخر دورة استثنائية بعدما فقد الأغلبية التي هددت بالتحول إلى المعارضة، وذلك نتيجة خلافات بين الطرفين حول قضايا التعمير ورخص البناء، وعدم استدعاء مسؤولين إداريين لهم القدرة على اتخاذ القرار لحضور أشغال الدورة العالقة. ولم تعرف الجماعة أي إنجازات تهم البنيات التحتية، رغم الوعود الكثيرة التي قدمها حزب "البيجيدي" للسكان المحليين.

وأشاد خالد البوقرعي بنجاح ملتقى شبيبة حزبه بالجهة، وركز في كلمته على خطاب المظلومية، مسجلا أن حزب "البيجيدي" ظل مستهدفا منذ سنة 1997، مرورا بأحداث 16 ماي الإرهابية، وتأسيس حزب الأصالة والمعاصرة، لكن الربيع العربي لعب لصالحه، ونجح في المساعدة على الاستقرار في المغرب، وفاز في الانتخابات السابقة لأوانها، قبل أن يفوز مجددا في الانتخابات الجماعية لـ 2015 والانتخابات البرلمانية لـ 2016. وقال إن هناك استهدافا لتجربة حزب العدالة، دون أن يقدم أي معطى يهم إنجازات الحكومة وإنجازات الجماعات التي يتولى تدبيرها، والتي تقف وراء ارتفاع منسوب الانتقادات اللاذعة التي توجه لأداء حزب "المصباح" في أوساط فئات واسعة من المواطنين. واتهم اليساريين، والذين نعتهم بالجمهوريين السابقين، بالوقوف وراء الحملة التي تستهدف حزبه، بالتحالف مع من أسماهم أثرياء السياسة، قبل أن يضيف لائحة أخرى أدرج فيها من أسماهم "المشوشين" و"مرتزقة" العمل الجمعوي والإعلام المرئي والمسموع والمقروء، الذي قدم جزءا مهما منه على أنه مأجور ويؤدي دور "الوساطة" بمعناها السلبي، على حد تعبيره. وذهب إلى أن كل هؤلاء تم تسليطهم على حزب "البيجيدي" لكي لا يتمدد، دون أن يتحدث عن حصيلة "البيجيدي" وما يرتبط بها من تنامي الانتقادات في أوساط فئات واسعة من المجتمع. أما محمد أمكراز، فقد وصف منتقدي هذه التجربة بـ"الوضعاء" و"الشلاهبية"، وقال إن المغاربة يحبون "البيجيدي" الذي "ضحى"، بحسب تعبيره، من أجل المغرب.


إقرأ أيضا