بوريطة يكشف كواليس قرار مجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية - تيلي ماروك

بوريطة بوريطة يكشف كواليس قرار مجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية

بوريطة يكشف كواليس قرار مجلس الأمن بخصوص الصحراء المغربية
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 02/11/2025

كشف وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، عن تفاصيل غير مسبوقة حول الكواليس الدبلوماسية التي سبقت التصويت على القرار الأممي رقم 2797 المتعلق بقضية الصحراء المغربية داخل مجلس الأمن. وأوضح الوزير أن اعتماد القرار بالإجماع تقريباً لم يكن نتيجة ظرفية، بل حصيلة تخطيط استراتيجي دقيق وتدخل مباشر من الملك محمد السادس في لحظات حاسمة من المداولات الأممية.

بوريطة أوضح في لقاء خاص مع القناة الثانية أن الملك محمد السادس تابع شخصياً تطورات النقاش داخل مجلس الأمن، وأجرى اتصالات مكثفة مع عدد من قادة الدول الصديقة، ما ساهم في تغيير موازين التصويت خلال الأيام الأخيرة التي سبقت الجلسة الحاسمة. فقبل خمسة أيام فقط من موعد التصويت، لم يكن المغرب يضمن سوى ستة أصوات، بينما كان القرار يتطلب على الأقل تسعة أصوات لتفادي الفيتو. لكن بفضل التحرك الملكي الرفيع المستوى، ارتفع الدعم للموقف المغربي إلى أحد عشر صوتاً، ما جعل اعتماد القرار ممكناً دون أي معارضة، في سابقة نادرة داخل مجلس الأمن، وأكد ترسيخ مغربية الصحراء ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي التي قدمها المغرب منذ سنة 2007 كحل وحيد وواقعي للنزاع الإقليمي.

الوزير كشف أن تشكيلة مجلس الأمن الحالية هي الأصعب منذ سنوات، إذ تضم أطرافاً غير قريبة من المغرب، ومع ذلك استطاعت الدبلوماسية المغربية أن تبني توافقاً واسعاً حول القرار. وأشار بوريطة إلى أن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا دعمت الموقف المغربي منذ البداية، في حين امتنعت روسيا والصين لأسباب مرتبطة بعلاقاتهما المتوترة مع واشنطن، باعتبارها الدولة الحاملة للقلم والمكلفة بصياغة مشروع القرار. أما باكستان، فكان امتناعها عن التصويت مرتبطاً بموقفها التقليدي من قضية كشمير، حيث تميل إلى إسقاط قراءتها الخاصة للنزاعات الإقليمية على ملفات مشابهة، حسب ما أوضح بوريطة.

وأكد وزير الخارجية أن الملك محمد السادس لا ينظر إلى القرار الأممي باعتباره "انتصاراً" على الخصوم، بل كلحظة مسؤولية ووعي سياسي عميق، تعكس رؤية ملكية تقوم على الواقعية والحوار. وأبرز أن جلالته شدد على مبدأ "لا غالب ولا مغلوب"، داعياً إلى طي صفحة الخلافات وفتح حوار صادق مع الجزائر من أجل بناء مستقبل مشترك بين الشعبين الشقيقين. وقال بوريطة إن الرهان اليوم لم يعد عسكرياً أو دبلوماسياً فقط، بل هو رهان على الإرادة السياسية، موضحاً أن المغرب بات أقرب من أي وقت مضى إلى تحقيق انفراج إقليمي، خاصة بعد أن أصبح القرار الأممي 2797 موثقاً كإجماع دولي نادر في أرشيف الأمم المتحدة.

ووصف بوريطة النتيجة التي حققها المغرب في مجلس الأمن بأنها "نجاح باهر ودرس في الدبلوماسية الذكية"، مشيراً إلى أن الريادة الملكية مكّنت من توسيع دائرة الدعم الدولي من ثلاثة أعضاء في البداية إلى أحد عشر في النهاية، ما جعل القرار يمرّ دون أي معارضة. وأضاف أن هذا النجاح يعكس قدرة المغرب على الجمع بين الشرعية التاريخية والحنكة السياسية، ويؤكد أن حق تقرير المصير يُمارس فعلياً من خلال تفعيل الحكم الذاتي الذي يتيح لسكان الأقاليم الجنوبية ممارسة صلاحياتهم داخل مؤسسات منتخبة، مع استقلال إداري وقضائي في إطار السيادة المغربية.

وختم بوريطة حديثه بالتأكيد على أن ما تحقق في مجلس الأمن يعكس قوة الدبلوماسية المغربية بقيادة الملك محمد السادس، وقدرتها على إدارة الملفات الكبرى بحكمة وبعد نظر. كما اعتبر أن القرار الأممي الأخير يشكّل محطة مفصلية في مسار القضية الوطنية الأولى، إذ رسّخ مرة أخرى وجاهة المقاربة المغربية ومصداقية مبادرة الحكم الذاتي كخيار نهائي لإنهاء نزاع عمره عقود. وأكد الوزير أن المغرب سيواصل، بتوجيهات ملكية سامية، العمل على تعزيز روح التوافق الإقليمي والدفع نحو تعاون مغاربي جديد قائم على المصالح المشتركة وحسن الجوار، في أفق بناء مستقبل يسوده الأمن والاستقرار والتنمية لجميع شعوب المنطقة.


إقرأ أيضا