أكادير تحتضن المعرض الوطني للصناعة التقليدية بمشاركة 90 عارضاً - تيلي ماروك

أكادير أكادير تحتضن المعرض الوطني للصناعة التقليدية بمشاركة 90 عارضاً

أكادير تحتضن المعرض الوطني للصناعة التقليدية بمشاركة 90 عارضاً
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 26/09/2025

أعطى كاتب الدولة المكلف بالصناعة التقليدية والاقتصاد الاجتماعي والتضامني، لحسن السعدي، مساء الخميس بمدينة أكادير، انطلاقة فعاليات المعرض الوطني للصناعة التقليدية، المنظم على هامش الجائزة الكبرى "أمهر الصناع"، بحضور مهنيين وحرفيين وممثلي الغرف المهنية والفاعلين في القطاع، إلى جانب جمهور من المهتمين بالمنتجات التقليدية. ويشكل هذا الحدث، الذي يعرف مشاركة حوالي 90 عارضاً من مختلف جهات المملكة، محطة بارزة في أجندة الصناعات التقليدية بالمغرب، حيث يعرض المشاركون منتجات تعكس غنى وتنوع الحرف اليدوية المغربية، من الفخار والخزف والنسيج والجلد، إلى الزرابي والحلي والمنتجات المجالية، بما يجعل المعرض فضاءً للتعريف بالموروث الثقافي والحرفي الوطني وتثمينه. وأكد السعدي، في كلمة بالمناسبة، أن تنظيم هذا الموعد الوطني بأكادير يجسد رغبة الحكومة في تعزيز إشعاع الصناعات التقليدية المغربية على المستويين الوطني والدولي، مضيفاً أن الصناعة التقليدية ليست مجرد نشاط اقتصادي فحسب، بل هي أيضاً مكوّن أساسي للهوية الثقافية المغربية ورافعة للتنمية المستدامة. وأبرز المسؤول الحكومي أن الوزارة تعمل على مواكبة الصناع التقليديين ودعمهم في تطوير قدراتهم التسويقية والإبداعية، من خلال برامج التكوين المستمر والتأطير، إضافة إلى فتح آفاق جديدة للتسويق الرقمي للمنتجات التقليدية. من جهته، قال عبد الحق أرخاوي، رئيس الغرفة الجهوية للصناعة التقليدية بسوس ماسة، إن "المعرض يشارك فيه 90 عارضا من مختلف جهات المغرب بمنتوجات مهمة تعكس غنى وتنوع التراث المغربي، كما يأتي موازاة مع تنظيم الجائزة الوطنية لأمهر الصناع، تحت الرعاية السامية لصاحب الجلالة، وهي مناسبة للتباري وتشجيع الابتكار في هذا المجال. كما أن قطاع الصناعة التقليدية يشهد حركية مهمة من خلال مثل هذه المحطات التسويقية داخل وخارج الوطن". وفي تصريح لجريدة "الأخبار"، قالت فاطمة أيت الطالب، عارضة في مجال النسيج التقليدي من جهة سوس ماسة، إن مشاركتها في المعرض "تمثل مناسبة لتسويق منتجات الزرابي المحلية والتعريف بها لزوار من داخل المغرب وخارجه"، مشيرة إلى أن "هذه المواعيد تمنح الحرفيين فرصاً ثمينة للانفتاح على أسواق جديدة، والتعرف على أذواق الزبائن بشكل مباشر". من جهته، اعتبر الحرفي محمد الرامي، المتخصص في فنون الفخار من مدينة آسفي، أن المعرض يشكل فرصة للتواصل مع جمهور واسع من مختلف الأعمار والجنسيات، مبرزاً أن الإقبال المتزايد على القطع التقليدية يعكس وعي المستهلك بقيمة المنتوج الوطني التراثية والجمالية. وأضاف أن مثل هذه اللقاءات المهنية تتيح أيضاً تبادل الخبرات بين الحرفيين القادمين من جهات متعددة، وهو ما يساهم في إغناء تجاربهم الفنية وتطوير أساليب عملهم. ويعرف المعرض إقبالاً لافتاً منذ افتتاحه، حيث حرص الزوار على التجول بين أروقة الصناع التقليديين والتعرف على أحدث ابتكاراتهم، فضلاً عن الاطلاع على منتجات تحمل بصمات التراث المحلي لكل جهة. كما تخللت الفعاليات وصلات فنية من التراث الأمازيغي والموسيقى الشعبية، ما أضفى على الحدث طابعاً احتفالياً يجمع بين الفن والحرفة. ويولي المنظمون أهمية خاصة للجانب التكويني داخل المعرض، من خلال برمجة ورشات لفائدة الصناع الشباب، تهم تقنيات التسويق عبر الوسائط الرقمية وتطوير جودة المنتوجات، إضافة إلى ندوات تناقش آفاق الصناعة التقليدية في ظل التحولات الاقتصادية والاجتماعية الراهنة. وتعتبر الصناعة التقليدية أحد أعمدة الاقتصاد الاجتماعي والتضامني في المغرب، إذ توفر فرص شغل لمئات الآلاف من الحرفيين وتساهم في خلق قيمة مضافة محلية، كما تلعب دوراً محورياً في جلب العملة الصعبة عبر صادراتها التي تلقى رواجاً متزايداً في الأسواق الدولية. وفي هذا السياق، شدد السعدي على أن الوزارة تعمل على مضاعفة الجهود لتمكين الصناع من ولوج الأسواق الخارجية، من خلال تنظيم معارض دولية ومواكبة المقاولات الحرفية في عمليات التصدير. كما أكد المسؤول الحكومي أن تنظيم المعرض الوطني بأكادير يأتي انسجاماً مع توجه المملكة نحو دعم الجهوية المتقدمة، عبر توزيع التظاهرات الاقتصادية والثقافية على مختلف المدن المغربية، بما يتيح تعزيز إشعاع الجهات وتثمين مؤهلاتها المحلية. ويشكل المعرض الوطني للصناعة التقليدية، وفق المنظمين، محطة سنوية ينتظرها الصناع التقليديون بشغف، ليس فقط للتسويق والترويج، ولكن أيضاً كفضاء للتلاقي وتبادل التجارب والخبرات، في وقت تراهن فيه الوزارة على جعل الاقتصاد الاجتماعي والتضامني رافعة رئيسية للتنمية الاقتصادية، ومجالاً لإدماج الشباب والنساء في الدورة الإنتاجية الوطنية.

إقرأ أيضا