مرض انكماش الرئة قد يشكل خطرا على القلب

لهذا المرض اسم آخر يعرف به غير انكماش الرئة وهو استرواح الصدر، وهو من الأمراض الصدرية المؤلمة والخطيرة جدا، وتحدث هذه الحالة عندما يدخل الهواء بين جدار الصدر والرئة، وتسمى هذه المنطقة المسافة الجنبية، يؤدي هذا الهواء الداخل بين الصدر والرئة إلى ضغط في المنطقة يؤدي إلى انكماش الرئة، أو بعض من أجزائها، ويضغط هذا الانكماش الذي يحدث في الرئة على القلب، ما يؤدي إلى ظهور العديد من الأعراض المرضية الأخرى
هناك أنواع عديدة لاسترواح الصدر أو إلى انكماش الرئة، ويضم كل نوع من هذه الأنواع أسبابا معينة أدت إلى ظهورها 
يسمى السبب الأول استرواح الصدر العفوي الأولي وينتج إثر دخول الهواء بين الرئة وجدار الصدر، وبالتالي يحدث انكماش الرئة بشكل تلقائي دون أن يوجد مرض رئوي لحدوث الحالة. ولكن هناك أسباب تزيد من احتمالية الإصابة باسترواح الصدر العفوي الأولي ومنها التدخين، طول القامة، وتزيد الإصابة عند الأشخاص البالغ أعمارهم بين 15 و34 سنة، بالإضافة إلى وجود تاريخ عائلي للإصابة بالالتهاب الرئوي
وتزداد نسبة الإصابة بهذه الحالة عند الأشخاص المدخنين، بحيث تزيد نسب الإصابة عند المدخنين بـ22 مرة مقارنة بغير المدخنين، ويمكن علاجه بشكل مستعجل لضمان عدم حدوث أي مضاعفات قاتلة
النوع الثاني من انكماش الرئة يسمى استرواح الصدر العفوي الثانوي، وأعراض هذا النوع الثاني من استرواح الصدر أكثر خطورة من النوع الأول ومن الممكن جدا في حالة عدم علاج المرض أن يؤدي إلى الوفاة، وتحدث هذه الحالة بدرجة كبيرة بسبب حدوث عدة أمراض رئوية، والتي تزيد من خطر الإصابة بالمرض
ومن أهم الأسباب للإصابة بهذا النوع من انكماش الرئة، حدوث داء الانسداد الرئوي المزمن، بالإضافة إلى الإصابة بالتليف الكيسي، الإصابة بالربو الحاد، أو التهاب الرئة كداء السل، الإصابة بالتليف الرئوي، أو الإصابة بسرطان الرئة. كما أن بعض أمراض النسيج الضام من شأنها أن تتسبب أيضا في استرواح الصدر العفوي الثانوي، كالإصابة بالتهاب العضلات أو التهاب الجلد، أو الإصابة بالتهاب القفار اللاصق، أو الإصابة بالتصلب اللويحي، وكذا الإصابة بمتلازمة إهلرز دانلوس أو متلازمة مارفان. كما أن بعض أمراض الأطفال قد تؤدي إلى ظهور انكماش الرئة من النوع الثانوي، ومنها التشوهات الخلقية أو استنشاق جسم غريب أو الإصابة بداء المشوكات، أو وجود تاريخ عائلي بهذه الإصابة.
وهناك النوع الثالث ويسمى الصدر الرضحي، ويحدث نتيجة إصابة جدار الصدر والمسافة الجنبية، وتحدث إما نتيجة الغوص، بحيث إن الغواصين يتعرضون خلال التنفس من خلال خزان الهواء المضغوط لمستويات مختلفة من ضغط الماء والهواء، وهذه الحالة تسبب تلف الرئتين وتؤدي إلى حدوث استرواح الصدر. كما يمكن أن تحدث هذه الحالة عن حدوث انفجار، وتحدث هذه الحالة بكثرة في حالة كسر الأضلاع أو نتيجة لحدوث ثقب بالصدر ما يؤدي في النهاية إلى حدوث تلف النسيج الرئوي. كما تحدث نتيجة للحوادث الكثيرة الأخرى كحوادث السيارة أو الإصابات الرياضية، أو الجروح وغيرها
والنوع الرابع يسمى استرواح الصدر التوتري، ويحدث هذا النوع نتيجة لتحول الأنواع الأخرى لهذا النوع الرابع.  ويحدث نتيجة لتسرب الهواء إلى المسافة الجنبية بشكل صمام أحادي الاتجاه ويبق الهواء محاصرا، ولا يمكن التخلص منه أثناء الزفير، وهو ما يؤدي إلى ضغط الهواء في المسافة الجنبية، وهو ما يؤدي إلى الوفاة في حالة ما لم يتم علاجه بشكل مستعجل 
في حالة الإصابة بهذه الحالة تظهر مجموعة من الأعراض من أهمها ضيق التنفس، ظهور ألم في الصدر، ظهور آلام حادة أثناء الاستنشاق، ظهور زرقة الجلد والشفاه، زيادة معدلات ضربات القلب، الإصابة بالدوخة، التنفس السريع، فقدان الوعي أو الغيبوبة
التشخيص
قد لا يكون من السهل تشخيص الحالة بسبب كثرة الأعراض التي ترافق المرض، ولكن يتم استخدام بعض الفحوصات كالأشعة السينية التي تؤكد المرض، كما يتم استخدام الموجات فوق الصوتية أيضا في هذه الحالة
ومن أجل العلاج من المهم معرفة نوع الاسترواح الذي أصاب الرئتين، ويتم إدخال أنبوب صغير بين الأضلاع  من أجل تحرير الهواء المتراكم، ومن أجل تخفيف الضغط على الرئتين. كما يصف الأطباء بعض الأدوية للتخفيف من الألم، كما يتم إمداد بعض المرضى بالأكسجين وحالات أخرى قد تتطلب العلاج