لهذا غير مارك زوكربيرغ فيسبوك إلى ميتا - تيلي ماروك

فيسبوك لهذا غير مارك زوكربيرغ فيسبوك إلى ميتا

لهذا غير مارك زوكربيرغ فيسبوك إلى ميتا
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 12/11/2021

أعلن مارك زوكربيرغ أنه تم تغيير اسم شركة «فيسبوك»، عملاق التواصل الاجتماعي، والمالكة لمنصات التواصل الاجتماعي، «فيسبوك» و«انستغرام» و«واتساب»، إلى اسم «ميتا». وقال خلال المؤتمر السنوي الخاص بالشركة: «تعلمنا كثيرا من المشاكل المتعلقة بمسائل مرتبطة بالتواصل الاجتماعي والعيش ضمن منصات مغلقة، وحان الوقت الآن للاستفادة من كل هذه العبر للمساهمة في بناء الفصل الجديد».

ورغم تغيير اسم المجموعة، إلا أن أسماء الشبكات المختلفة فيها ستبقى هي نفسها، إذ ستحافظ شبكة «فيسبوك» وتطبيق «انستغرام» وخدمة «واتساب» على أسمائها المعروفة.

 

ما هي «ميتا»

هي كلمة مختصرة لـ «ميتافيرس» وتجمع كلمة (ميتافيرس) بين كلمتي «ميتا» و»يونيفرس» بالإنجليزية، أي «الكون الفوقي» وتشكل نوعًا من البديل الرقمي للعالم المادي يمكن الوصول إليه عبر الأنترنت.

و»ميتافيرس» هي عبارة عن مزيج من التجارب الاجتماعية التي تتم عبر الأنترنت، وتُتيح للأشخاص المشاركة في تجارب غامرة (افتراضيًا) مع آخرين ليسوا في مكان واحد، وهي أمور لا يمكن فعلها في العالم (المادي) الحقيقي. وتعد التطور التالي في سلسلة طويلة من تطوير التقنيات الاجتماعية التي تعتمد على الذكاء الاصطناعي.

ويطمح مارك زوكربيرغ، الذي أطلق «فيسبوك» في عام 2004، وغير من طريقة تواصل الأشخاص من عصر التليفون المحمول والأرضي إلى الأنترنت، حيث سهلت تطبيقاته مثل Messenger وInstagram وWhatsApp وFacebook تواصل المليارات حول العالم على مدار العقدين الماضيين، إلى أن تأخذ Meta العالم نحو تجارب غامرة من خلال الواقع الافتراضي ليصبح الاتصال «حضورًا افتراضيًا» بالصوت والصورة دون الانتقال جسديًا.

 

العالم بَعد الـ «ميتافيرس»

شارك الرئيس التنفيذي لـMeta الكثير عن رؤيته في المؤتمر الذي جمع مطوري الواقع المعزز والافتراضي ومُنشئي المحتوى والمسوقين، وكشف عما تستطيع تجاربه الجديدة وتقنيات الذكاء الاصطناعي التي يطورها تقديمه لعالم الاتصال في العقد المقبل بدءا من التواصل بين الأشخاص إلى الترفيه والألعاب والعمل والتعليم وحتى التجارة التي يطمح لتحقيق مكاسب مضاعفة منها.

وستتيح المساحات ثلاثية الأبعاد في «metaverse» للأشخاص التواصل والتعلم والتعاون واللعب بطرق تتجاوز ما يمكن أن يتخيله العقل، فهو يعمل حاليًا على تطوير تقنيات لاستكشاف عوالم جديدة. وتسعى المجموعة العملاقة إلى دعم نشوء منظومة شركات ستستحدث برامج لهذا الشكل الجديد من الأنترنت.

واعتبر مارك زوكربيرغ أن عالم «ميتافيرس» قد يمثل في السنوات العشر المقبلة «مليار مستخدم ومئات مليارات الدولارات من التجارة الرقمية وملايين الوظائف للمبتكرين والمطورين».

وستكون هناك حاجة إلى حماية التبادلات والابتكارات غير المادية. وقد يتم الاعتماد على تكنولوجيا «سلسلة الكتل» (بلوكتشاين) التي أتاحت ظهور العملات الرقمية مثل البتكوين، وأيضا «ان اف تي» (الرموز غير القابلة للاستبدال) المستخدمة في توثيق أصالة المنتجات الرقمية.

وأكد مارك زوكربيرغ أن «أولويتنا ستكون ميتافيرس وليس فيسبوك»، و«هذا يعني أنكم لن تعودوا بحاجة يوما ما إلى فيسبوك للدخول إلى باقي خدماتنا». وأوضح زوكربيرغ أنه عبر كيان «ميتافيرس» لن يشعر الشخص بأنه محبوس داخل منصة واحدة أو عالم ومكان واحد، بل سيشعر بأنه أكثر من نسخة في أكثر من مكان، يمارس حياته بشكل طبيعي في عمله، وسيكون مع عائلته وأصدقائه أيضا.

وأضاف أن «ميتافيرس» ستعمل من خلال شركات تكنولوجية مختلفة، وستتطلب أشكالا جديدة من الحوكمة، لأنها ستخلق عالما افتراضيا جديدا، وسيحتاج الناس بعض الوقت لكي يعتادوا على استخدامه.

وسيدعو عالم «ميتافيرس» الناس من جميع أنحاء العالم لإنشاء تطبيقات وبرامج تعمل تحت مظلته، كما هو الحال مع اقتصاديات الهواتف المحمولة. ولهذا أعلن زوكربيرغ أن «ميتافيرس» ستحصل على مقابل رمزي مقابل الخدمات التي ستقدمها لمطوري التطبيقات الجدد، كما ستستثمر في تطبيقات أخرى، حيث خصصت 150 مليون دولار لتطوير التطبيقات التعليمية.

وإن صحت تطلعات رئيس شركة «فيسبوك»، مارك زوكربيرغ، فسوف نحيا ونعمل في الميتافيرس وسلسلة من عوالمه الافتراضية التي ستصبح المنصة التقنية الأهم منذ ظهور شبكة الأنترنت والويب. وقد نتمكن على سبيل المثال من حضور مباراة لكرة القدم لا نستطيع الذهاب فعليا إلى مكان انعقادها وذلك عبر ما يُعرف بالأفاتار (صورة رمزية ثلاثية الأبعاد) الذي يمثلنا ونجلس على مقاعدنا، مشاركين الشخصية الرقمية التي تجلس بجانبنا أيضا في تحليل مجريات المباراة.

ويؤمن زوكربيرغ بأن الميتافيرس هو المستقبل، وقد أعلنت «فيسبوك» عن اعتزامها توفير 10 آلاف وظيفة جديدة في الاتحاد الأوروبي مكرسة لبناء عالم الميتافيرس.

 

نظارات الواقع الافتراضي « Quest»

قامت شركة زوكمبورغ بتطوير نظارات الواقع الافتراضي « «Quest، حيث باستخدامها يمكنك اكتشاف تجارب جديدة مع الأصدقاء والعائلة، إذ يستطيع من يرتديها الانضمام إلى الأصدقاء لحضور الحفلات الموسيقية والأفلام والأحداث الرياضية والعديد من التجارب الغامرة معًا على الرغم من أنهم ليسوا في نفس المكان، وتتميز بصوت سينمائي ثلاثي الأبعاد ما يجعلك معزولًا عن العالم الحقيقي، للتركيز على الأنشطة سواء القتال في ألعابك أو التأمل في الفضاء أو التعلم.

كما يمكن ربطها بحسابك على Facebook لتتمكن من مقابلة الأصدقاء والجلوس معهم في الصف الأول للفعاليات المباشرة والاحتفالات وأنت في منزلك.

 

غرف افتراضية

عمل «فيسبوك» على توفير حل لمشكلات العمل عن بعد، الذي يواجه الكثير من التحديات مثل العزلة والافتقار إلى التفاعل مع زملاء العمل، لذلك أطلق اليوم الإصدار التجريبي المفتوح من «Horizon Workrooms» المتاح للتنزيل مجانًا على Oculus Quest 2 في البلدان التي تدعمQuest 2.

وهي عبارة عن تجربة تتيح للأشخاص الاجتماع معًا للعمل في نفس الغرفة (الافتراضية) بغض النظر عن المسافة الفعلية التي تفصل بينهم، وذلك لتحسين قدرة فرق العمل على التعاون والتواصل والاتصال، من خلال قوة الواقع الافتراضي.

وتجمع «غرف العمل» تقنيات لأول مرة في تجربة واحدة على نظارات Quest 2 باستخدام ميزات مثل مكتب الواقع الافتراضي والصوت المكاني. كما كشف عن

استخدم Workroom للتعاون في Facebook بالفعل، مشيرًا إلى أنها واحدة من أفضل الحلول للعمل مع فرقك إذا لم تتمكن من التواجد معهم جسديًا.

 

خوذة الواقع الافتراضي

منذ إطلاق خوذة الواقع الافتراضي «كويست 2» من ماركة «أوكولوس»، التي اشترتها «فيسبوك» سنة 2014، بيع حوالي 1,87 مليون جهاز من هذا النوع حول العالم، وفق باحثي شركة «ستاتيستا».

وفي هذه المرحلة، تُستخدم هذه الخوذات في الألعاب الانغماسية، مع أجهزة تحكم يدوي لمباريات التنس على سبيل المثال.

وتعمل «فيسبوك» على تطوير خوذات مختلفة عن «أوكولوس»، تحمل اسم «كامبريا» ويُتوقع أن تكون مريحة أكثر ويمكن وضعها لفترات أطول، مع أداء تقني أكبر أيضا.

 

نظارات بالتعاون مع «راي بان»

لم تقتصر خدمات «ميتافيرس» الافتراضية على هذه المشاريع فقط، بل أطلقت خط إنتاج نظارات جديد بالتعاون مع شركة «راي بان»، ويمكن لهذه النظارات تسجيل مقاطع الفيديو، والتي قال عنها زوكربيرغ في بيان إطلاق ميتافيرس: «الخدمات التي نطلقها خلال ميتافيرس ستجعلنا نعيش داخل فيلم خيال علمي».

 

البُعد الاقتصادي لـ «ميتا»

بمجرد إعلان زوكربيرغ تغيير اسم الشركة، ارتفع سهم «فيسبوك» بنحو 3%. ويُعد تغيير اسم فيسبوك الإشارة الأكثر تحديدا حتى الآن إلى نية الشركة المشاركة في مستقبلها على منصة حوسبة جديدة ««metaverse، وهي فكرة ولدت في خيال روائيي الخيال العلمي.

وقالت الشركة إن سهمها سيبدأ التداول تحت الرمز««MVRS، في 1 دجنبر. وقد تكون لدى Meta أسباب أخرى لإجراء تغييرات على هوية الشركة، حيث يتيح التغيير الجديد تحولاً بقوة أكبر إلى «metaverse» ، وتبدو الشركة وكأنها تنوع أعمالها في وقت تواجه ضغوطًا جديدة في سوق وسائل التواصل الاجتماعي من الجانب الاقتصادي.

ويكتسب المنافسون الأصغر سنا والأقل انتشارا مقارنة بفيسبوك مثلTikTok، زخما بين الفئة العمرية الأقل من 25 عاما، وقال زوكربيرغ، إنه يعيد تجهيز Meta للتركيز على جذب الشباب مرة أخرى.

كما سيسمح بناء metaverse أيضًا لشركة Meta بتقليل اعتمادها على نظام تشغيل الأجهزة المحمولة مثل غوغل وأبل التابعين لشركة «ألفابت» لتقديم الخدمات.

ومن جهة أخرى فإن مبيعات Meta جاءت في الربع الثالث إلى جانب توقعات الربع الرابع دون توقعات المحللين، ويرجع ذلك جزئيًا إلى قواعد «أبل» الجديدة حول تطبيقات البيانات مثل «فيسبوك» و«انستغرام».

وMeta  هي آلة لكسب المال، وقد نمت لتصبح سادس شركة في العالم من حيث القيمة السوقية، ومن المتوقع أن تصل الإيرادات إلى 117 مليار دولار هذا العام، ارتفاعًا من 5 مليارات دولار في عام 2012.

ومن المتوقع أن يقترب صافي الدخل من 40 مليار دولار في عام 2021. وتمتلك الشبكة حوالي 24٪ من سوق الإعلانات الرقمية المقدر بـ200 مليار دولار، هذا إضافة إلى غوغل التي تتصدر بحوالي 29٪ من سوق الإعلانات الرقمية.

 

أزمة «فيسبوك»

تأمل «ميتا» أيضاً في أن يؤدي تغيير الاسم إلى حرف الأنظار عن الجدل المثار حاليا. وقد اختار زوكربيرغ وقت التغيير الأنسب على الإطلاق، وذلك بعدما تعرضت شركة «فيسبوك» للتحقيق الأكبر في تاريخها، حيث تم اتهام «انستغرام» بإلحاق الضرر في نفوس المراهقين والشباب، الى جانب اتهام فيسبوك بنشر الكراهية والمعلومات المضللة.

ووصلت الاتهامات إلى ذروتها عندما سربت موظفة سابقة بشركة فيسبوك، فرانسيس هوغن، عددا من الوثائق تكشف معرفة الشركة بالأضرار التي تسببها للمستخدمين، وتتغاضى عنها من أجل الحصول على المال، وقد نشرت صحيفة وول ستريت جورنال هذه الوثائق.

وأدى كشف الوثائق إلى تنظيم عدة جلسات استماع في الكونغرس الأمريكي للتدقيق في جميع وثائق شركة فيسبوك منذ عام 2016م. ويعتبر تغيير العلامة التجارية لفيسبوك دلالة واضحة على إعادة هيكلة الشركة، وإبعادها عن الاتهامات التي ستجعل لها سمعة سيئة بمرور الوقت.

كما تواجه الشركة اتهامات بأنَها ضللت المستثمرين والجمهور بشأن نمو مستخدميها، وبشأن الجهود المبذولة لمكافحة خطاب الكراهية، والمعلومات المضللة، وكيف تم استخدام المنصة لتنظيم هجوم 6 يناير على مبنى الكابيتول في العاصمة الأمريكية واشنطن.

وتعهد زوكربيرغ بأن تكون لـ «ميتافيرس» معايير خصوصية، كما سيتيح حالة الإشراف من الأهل، وسيقدم إفصاحات حول استخدام البيانات، وهو ما تفتقر إليه الشبكة الاجتماعية، حيث قال زوكربيرغ: «يجب على كل شخص يقوم بالبناء من أجل (ميتافيرس) أن يركز في عملية البناء على المسؤولية منذ البداية». وأضاف: «هذا واحد من الدروس التي استوعبتها خلال السنوات الخمس الماضية، وهو أننا نريد فعلاً التأكيد على هذه المبادئ منذ البداية».

ومن المحتمل أن تواجه «ميتا» أيضا، أسئلة من الجهات التنظيمية بشأن كيفية حماية الخصوصية، وإدارة محتوى قد يحض على الكراهية، وكيفية التعامل مع المضايقات في البيئات الرقمية الجديدة لـ «ميتافيرس». وأخيرا، سيتطلب بناء الـ «ميتافيرس» الكثير من الأموال مقدما، من دون وجود ضمانات بأن الفكرة ستنطلق.


إقرأ أيضا