دراسة تحذر من استمرار كورونا عالقا بالهواء لمدة ساعة - تيلي ماروك

دراسة - كورونا عالقا بالهواء دراسة تحذر من استمرار كورونا عالقا بالهواء لمدة ساعة

دراسة تحذر من استمرار كورونا عالقا بالهواء لمدة ساعة
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 09/09/2020

بعد الجدل الذي ظل قائما، منذ ظهور فيروس كورونا، حول ما إذا كان الفيروس يظل عالقا في الهواء أم لا، جاءت دراسة جديدة حسمت الأمر وأثبتت أن كورونا بالفعل يظل عالقا في الهواء لمدة ساعة كاملة، ويبقى قويا ومعديا. كما دعا 239 عالما السلطات الصحية في العالم إلى توخي الحذر من أن عدوى كورونا بإمكانها أن تنتقل عبر الهواء، لمسافة تتجاوز المترين. لكن هناك أخبارا سارة كذلك، فقد ثبت أن لقاح السل يحمي من فيروس كورونا، كما أنه تم تأكيد أمان اللقاح الروسي.

خرجت خبيرة بريطانية، وهي أيضا خبيرة في المجموعة الاستشارية العلمية للطوارئ، وهي هيئة تقدم المشورة العلمية والتقنية لصناع القرار في بريطانيا، بدليل جديد على أن فيروس كورونا المستجد يعلق في الهواء لمدة معينة، يبقى فيها قويا ومعديا. حيث قالت ويندي باركلي، الأكاديمية في «إمبريال كوليدج» بلندن، إن قطرات كورونا يمكن أن تظل عالقة في الهواء، بعد خروجها من أجسام البشر لمدة ساعة كاملة. وأضافت في لقاء مع هيئة الإذاعة البريطانية، أن هناك أدلة متراكمة على أن كورونا ينتشر من خلال الجسيمات الصغيرة في الهواء، وليس عن طريق أشياء يمكن لمسها. وتابعت باركلي: «نحن نعلم أن الفيروس الذي يسبب مرض «كوفيد- 19»، يمكن أن يظل قابلا للحياة، ومعديا في الوقت ذاته عبر القطرات الصغيرة».

واعتمدت الأكاديمية البريطانية في تحليلها هذا على سلسلة اختبارات تم إجراؤها، وقالت: «تخبرنا الدراسات المختبرية التي تم فيها وضع الفيروس عمدا في الهواء، أنه من الممكن أن يبقى عالقا لأكثر من ساعة، في شكله المعدي».

وأوضحت أن الحديث أو الغناء بصوت عال قد يساهم في انتشار الفيروس بشكل أكبر، لافتة إلى أن أجهزة تكييف الهواء «قد لا تساعد في حماية الناس، لأنها تحرك الهواء الموجود بالفعل في الغرفة، بدلا من استخدام هواء نقي».

ونوهت باركلي إلى أهمية ارتداء الكمامات، كونها تمنع القطرات من مغادرة فم المصاب والانتشار في الهواء، وبالتالي تحمي الأشخاص المحيطين به.

رسالة تحذير

وجهت مجموعة من 239 عالما دوليا رسالة، نشرت الرسالة في مجلة «كلينيكال إينفكشوس ديزيزس» التابعة لجامعة أكسفورد، إلى السلطات الصحية ومنظمة الصحة العالمية، يدعونها فيها إلى الإقرار بأن عدوى فيروس كورونا المستجد قابلة للانتقال عبر الجو، على مسافة تبعد أكثر من المترين المتعارف عليها. وأوصى العلماء بتهوية قوية للأماكن العامة الداخلية.

ووجه هؤلاء رسالتهم، خصوصا إلى منظمة الصحة العالمية التي انتُقدت في الأساس لتأخرها في التوصية بوضع الكمامات. ورأى العلماء هؤلاء أنها ترفض رؤية تراكم الأدلة لانتشار العدوى المحتمل في الهواء.

وترى منظمة الصحة العالمية وهيئات صحية أخرى أن الفيروس ينتقل، سيما من خلال الرذاذ الناجم عن السعال والعطس والتكلم مباشرة في وجه شخص قريب من المريض، وربما من خلال الأسطح التي يستقر عليها هذا الرذاذ ليعلق لاحقا على أيادي أشخاص سليمين. وهذا الرذاذ ثقيل ويسقط على مسافة متر تقريبا. واستنادا إلى ذلك، ينصح بالتباعد الجسدي وغسل اليدين ووضع الكمامة.

كما أكدت أن الرذاذ المتطاير من شخص مصاب، يمكن أن ينقل العدوى في الأماكن المزدحمة، مثل النوادي الليلية، حيث يتكدس الناس دون توخي الحذر، إزاء حماية أنفسهم من العدوى. وأضافت أن معظم حالات تفشي العدوى، وقعت في أماكن مغلقة ضعيفة التهوية، وخلال ازدحام تصعب فيه مراعاة التباعد الاجتماعي.

إلا أن دراسات حول فيروس كورونا المستجد وفيروسات تنفسية أخرى، أشارت إلى أن جزئيات للفيروس موجودة أيضا في رذاذ مجهري (قطره يقل عن خمسة ميكرونات) في الرذاذ، الذي يزفره شخص مصاب. وهذا الرذاذ أخف ويمكن أن يبقى عالقا في الجو في الداخل على مدى ساعات ربما، فيستنشقه أشخاص آخرون. وتعذر حتى الآن إثبات أن هذه الجزئيات الفيروسية قابلة للاستمرار والتسبب في عدوى، إلا أن الأدلة على ذلك تتراكم.

وكتبت لديا موراوسكا من جامعة كوينزلاند بأستراليا، ودونالد ميلتون من جامعة ميريلاند الأمريكية، في مقال وقعه 237 خبيرا آخر «ندعو الأوساط الطبية والهيئات الوطنية والدولية المختصة إلى الاعتراف باحتمال انتقال عدوى «كوفيد- 19» بالجو». وأضاف العالمان: «ثمة احتمال كبير لاستنشاق الفيروس الموجود في هذا الرذاذ التنفسي المجهري على مسافات قصيرة ومتوسطة (وصولا إلى أمتار عدة داخل غرفة)، ونحن ندعو إلى اللجوء إلى إجراءات وقائية لمنع انتقال العدوى في الجو».

تنقية الهواء هي الحل

مع بدء رفع إجراءات العزل، من المُلح بحسب الخبراء، تهوية أماكن العمل بشكل أفضل، فضلا عن المدارس والمستشفيات ودور العجزة واعتماد أدوات لمكافحة الإصابات، مثل فلاتر الجو المتطورة والأشعة فوق البفنسجية الخاصة، التي تقضي على الجراثيم في قنوات التهوية.

وتتقدم السلطات في الولايات المتحدة وأوربا على منظمة الصحة العالمية في هذا المجال، فتنصح مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها الأمريكية «بزيادة دوران الهواء قدر الإمكان».

وأوضح النظير الأوربي لهذه المراكز في 22 يونيو الماضي، أن التهوية قد تؤدي إلى تخفيف قوة الفيروس في الجو وطرده، كما قد يكون لها التأثير المعاكس، إذا كان نظام التهوية لا يجدد الهواء في الغرفة نفسها.

وثمة مثال كبير على ذلك مع تسجيل بؤرة إصابات انطلقت في مطعم بكانتون الصينية، في يناير المنصرم، بعدما نقل شخص لا أعراض عليه العدوى إلى زبائن كانوا جالسين على طاولتين مجاورتين، من دون أن يحصل أي تماس معهم. ويبدو أن نظام التهوية أدى إلى تطاير الفيروس من طاولة إلى أخرى.

فيما طور باحثون من جامعة هيوستن تكساس مرشح هواء، قادر على «التقاط وقتل» فيروس كورونا المستجد. والباحثون الذين نشروا تصميمهم على موقع    

«Materials Today Physics»، قالوا إن الاختبارات التي أجروها بمعمل جالفستون الوطني، أظهرت أن المرشح قادر على قتل 98.8 في المائة من الفيروسات التي تمر عبره، وهو مصنوع من النيكل الذي تم تسخينه لـ200 درجة سلسيوس.

ومعروف علميا أن الفيروس لا يستطيع تحمل درجات حرارة فوق 70 درجة مئوية (158 درجة فهرنهايت)، لذلك قرر الباحثون استخدام مرشح ساخن لقتل الفيروس وجراثيم أخرى، على الفور تقريبا.

واستخدم العلماء النيكل لأنه يلبي العديد من المتطلبات الرئيسية، من بينها أن به مسام ويسمح بمرور الهواء وموصل للكهرباء ومرن. ولزيادة قدرة النيكل على تحمل درجات حرارة أكبر حتى 250 درجة مئوية، قام الباحثون بطي المرشح بمادة أخرى، وإدخال أسلاك كهربائية في مكوناته.

وقال رين أندرسون، أستاذ الفيزياء بجامعة هيوستن، وأحد معدي الورقة البحثية: «يمكن أن يكون هذا المرشح مفيدا في المطارات والطائرات، وفي مباني المكاتب والمدارس وسفن الرحلات، لوقف انتشار «كوفيد-19»»، موضحا أن قدرته على المساعدة في السيطرة على انتشار الفيروس، يمكن أن تكون مفيدة جدا للمجتمع.

«BCG» يحمي ضد كورونا

أكدت دراسة حديثة أن مطعوم السل أو التدرن الرئوي، المعروف اختصارا باسم «BCG»، يمكن أن يوفر حماية ضد الإصابة بفيروس كورونا المستجد، سيما وأن اللقاح مصمم للحماية من التهابات الرئة، ويعزز المناعة ضد الإصابة بفيروسات معدية.

وتوصل الباحثون في الولايات المتحدة إلى وجود صلة واضحة في انخفاض معدل الوفيات بمرض «كوفيد- 19» لدى الأشخاص، الذين حصلوا على مطعوم السل في شتى أنحاء دول العالم، مع الأخذ بعين الاعتبار الفروقات الاجتماعية والاقتصادية والديموغرافية. ووجد العلماء أنه حيثما كان هناك معدل انتشار أكبر بنسبة 10 في المائة للقاح السل في منطقة ما، كان هناك أيضا انخفاض بنسبة 10.4 في المائة في معدل الوفيات الناجمة عن الإصابة بـفيروس كورونا المسبب لمرض «كوفيد- 19».

ويبقى اللغز المحير في كيفية منح لقاح السل الأشخاص المناعة من الأعراض القاتلة لفيروس كورونا المستجد! لكن أفضل نظرية تفسر نتائج هذه الدراسة في فعالية هذا اللقاح، الذي يحتوي على بكتيريا حية، تسمى «الجرثومة الفطرية Mycobacterium»، هي أن اللقاح يقوم بتعزيز جهاز المناعة الفطري أو الطبيعي لدى الأشخاص، مما يجعله أكثر فعالية ومقاومة لأعراض الوباء. وقد يكون ذلك حقيقة، حيث إن تطعيم السل له علاقة بتحفيز الجهاز المناعي اللمفاوي، وهي الخلايا المنوطة بالمناعة ضد الفيروسات، مثل فيروس كورونا على سبيل المثال، وتسمى بالمناعة غير النوعية.

نجاح اللقاح الروسي

كشف فاديم تاراسوف، مدير معهد الطب التحويلي والتكنولوجيا الحيوية في جامعة «سيتشينوف» بموسكو، أن اختبارات أول لقاح مضاد لفيروس كورونا في العالم على متطوعين في جامعة سيتشينوف قد استكملت بنجاح. وقال تاراسوف إن المجموعة الأولى من المتطوعين ستخرج اليوم الأربعاء، والثانية في 20 يوليوز الجاري، مضيفا: «لقد استكملت جامعة «سيتشينوف» بنجاح الاختبارات على متطوعي أول لقاح في العالم مضاد لفيروس كورونا، وفقا لموقع قناة «روسيا اليوم».

من جهته، أفاد ألكسندر لوكاشيف، مدير معهد علم الطفيليات الطبية والأمراض المدارية والمنقولة في الجامعة، بأن أمان اللقاح المضاد لـ«كوفيد- 19» تم تأكيده خلال التجارب السريرية في جامعة «سيتشينوف» بموسكو، مشيرا إلى أنه في هذه المرحلة، تم إظهار أمان اللقاح ... وتم تأكيد أمان اللقاح، وهو يتوافق مع أمان اللقاحات الموجودة حاليا في السوق».

كما أعلنت وزارة الدفاع الروسية في وقت سابق، يوم الجمعة الماضي، بدء المرحلة النهائية من التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد، التي يشترك في إجرائها المركز الوطني للبحوث وعلم الأوبئة والأحياء المجهرية «غامالي».

وجاء في التقرير، إن «وزارة الدفاع الروسية بالتعاون مع المركز الوطني للبحوث وعلم الأوبئة والأحياء المجهرية «غامالي»، قد شرعا في المرحلة الأخيرة من إجراء التجارب السريرية للقاح مضاد لفيروس كورونا المستجد».


إقرأ أيضا