لهذا لن تكون هناك موجة ثانية من كورونا لا خلال الصيف ولا خلال الدخول المدرسي - تيلي ماروك

موجة ثانية - كورونا - الدخول المدرسي لهذا لن تكون هناك موجة ثانية من كورونا لا خلال الصيف ولا خلال الدخول المدرسي

لهذا لن تكون هناك موجة ثانية من كورونا لا خلال الصيف ولا خلال الدخول المدرسي
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 21/07/2020

أجرى الحوار: ستيفان ديموراند

البروفيسور يوناثان فرويند طبيب طوارئ في مستشفى بيتي سالبيرتير في باريس. كان في الصفوف الأمامية في الحرب ضد وباءكوفيد-19 الذي انتشر خلال الأشهر الماضية في إيل دو فرانس. ووفقا له، لن يكون هناك انتعاش هذا الصيف ومن غير المرجح أن تجتاح موجة ثانية فرنسا في الخريف. كما يتحدث بوضوح ودقة عن البروفيسور راولت، والجدل الدائر حول الكلوروكين، المناعة المتقاطعة، حالة خدمات الطوارئ في المستشفيات، سيغور الصحة (ملاحظة المترجم: خطة حكومية تهدف إلى تحسين ظروف عمل الأطقم الطبية)، نقص الأقنعة، النظام الصحي الفرنسي وعلى الطريقة التي يمارس فيها هو وزملاؤه مهنتهم خلال هذه الفترة الحرجة جدا.

 

لو بوان: كشف رئيس الوزراء الحجاب عن الخريطة الجديدة لفرنسا التي تشير إلى منطقة إيل دو فرانس باللون البرتقالي. بالنسبة لك، هل تبدو هذه الخريطة صحيحة؟

يوناثانفرويند: تستند هذه الخريطة على عدة مؤشرات، تم الإبقاء على اثنين فقط منها مبدئيا: ضغط المستشفى –الذي تقاس بمعدل إشغال أسرة العناية المركزة - وانتشار الفيروس الذي يتجلى في معدل الاشتباه في إصابة المرضى الذين يأتون إلى قسم الطوارئ بفيروس كورونا. كان هذا المؤشر الأخير غير مفهوم وغير ملائمنهائيا، إذ إن معدل الاشتباه ليست له علاقة بالانتشار الفعلي للفيروس، حيث تأكدت الإصابات المحتملة في 2 إلى 5 ٪ من الحالات فقط. كما أن استخدام المعدل كمؤشر، أي أن جزءا من جميع الحالات الوافدة إلى قسم الطوارئ، أمر غير معقول: كيف يجب أن يؤثر عدد المرضى الذين قدموا إلى قسم الطوارئ من أجل مشكلة صحية أخرى في مؤشر انتشار الفيروس؟

منذ 28 ماي، تم العملبمؤشرات جديدة، لقد تم الإبقاء على الضغط في أسرة العناية المركزة، بالإضافة إلىتقييم«R»، وهو تقدير تقريبي وغير دقيق تماما لعدد المرضى الذين انتقلت إليهم العدوى من مريض مصاب، ومعدل إيجابية الاختبارات، وهو أمر غير مفهوم، لأنه يعتمد على عدد الاختبارات التي أجريت.

في الفترة الأخيرة، ظهر مؤشر جديد، يبدو الأكثر منطقية: عدد المرضى المصابين في الأسبوع. هذا المؤشر الأخير هو الوحيد الذي يعكس حقيقة الوضع على أرض الواقع. لكن ما هوهذا الواقع؟ هناك انتشار قليل إلى حد ما للفيروس في إيل دو فرانس. ومع ذلك، تم تصنيف هذه المنطقة على أنها برتقالية. وهذا لا يعكس إطلاقا الواقع اليومي حيث نرى جليا، في قسم الطوارئ، في خدمة المساعدة الطبية العاجلة وفي العناية المركزة، أن هناك عددا قليلا جدا من المرضى الجدد الذين يعانون من أعراضكوفيد. يجب أن نتساءل إذن عن الهدف من تلوينمنطقة إيل دو فرانسعلى الخريطة باللون البرتقالي، إذ يتعارض تماما مع ما نراه على أرض الواقع.

يبدو أن هذا القرار تم اتخاذه من أجل توحيد المنطقة بأكملها، مع وجود «فال دواز»التي تسجل انتشارا أكبر للفيروس منالمناطق الأخرى. فلماذا تم تلوين جميع أقاليم إيل دو فرانسوليسإقليم واز لوحده، أو حتى إقليم إيور باللون البرتقالي؟ إن هناك منطقا وراء إبقاءإيل دو فرانس باللون البرتقالي، والذي لا يمكن تفسيره. لا تزال أسباب هذا القرار غامضة.

في رأيك، إذن، هل يجب علينا أن نقوم بالرفع الكامل للحجر الصحي عن البلد واستئناف حياتنا السابقة؟

كل هذا يتوقف على ما يعنيه «الرفع التام للحجر الصحي». أعتقد أنه من المنطقي حظر التجمعات الكبيرة في الأماكنالمغلقة لبعض الوقت في المستقبل. لكن إعادة فتح جميع الحانات والمقاهي والمطاعم والصالات الرياضية وأماكن الترفيه لن يشكل إشكالا. إنقرار السماح بإعادة فتح الأماكن في الهواء الطلق فقطما هو إلا نفاق –يكفي التجول في باريس في الأيام الأخيرة لمعرفة أن الباريسيين لم ينتظروا هذا القرار. إن السماح باستخدام وسائل النقل العام وإغلاق القاعات الرياضية ودور السينما أمر غير مفهوم كذلك. لا يسعني أن أشرح هذه القرارات إلا بمحاولة القول للفرنسيين «توخواالحذر، ولا تتهاونوا، لا نعلم أبدا ما قد يحدث»، واتخاذ هذه الخيارات الاعتباطية لتبرير هذا التحذير. يمكننا فهم حذر الحكومة، ولكن يجب أن نتحلى الآن بالموضوعية ونوضح أنه لا يوجد تقريبا أي انتشار للفيروس. لذا، دعونا نستأنف حياتنا السابقة بسرعة ونتابع عن كثبانتعاشا محتملا للوباء.

عمليا، كم عدد الحالات الإيجابية الجديدة التي حددتها في قسم الطوارئ منذ بدء عملية رفع الحجر الصحي؟ هل ما زالت غرف الإنعاش تحت الضغط كما قال رئيس الوزراء؟

فيقسم الطوارئ، سجلنالعدة أسابيع عددا محدودا جدا من المرضى الجدد المصابين بفيروس كورونا. والأمر كذلك في جميع أقسام الطوارئ في إيل دو فرانس، ولكن أيضا في مناطق أخرى من فرنسا، وسجل زملائي الأوروبييننفس الملاحظة. غالبا ما نقضي عدة أيام دون توافدحالة واحدة جديدة مصابة بعدوىكوفيد-19. لم يعد الإنعاش يشهدضغطا، فعدد الحالات الجديدة التي تم إدخالها منخفض جدا - 8 يوم الجمعة لكامل منطقة إيل دو فرانس - ومن بينها، من لا يعاني من إصابات حديثة، وحالات أخرى أصيبت في الخارج وعادت إلى أرض الوطن. وبالتالي هناك بالكاد عدد ضئيل جدا من المرضى الجدد الذين يعانون من عدوى حديثة للفيروس التاجي، لذلك لا يمكننا الجزم في الوقت الحالي أن غرف الإنعاش تحت الضغط بسببكوفيد-19. منالشائع جدا أن يكون توافر أسرة الإنعاش محدودا خلال الأوقات العادية، أي خارج فترة الوباء، والوضع لا يطرح مشكلة على الإطلاق في الوقت الحاضر.

كان هناك تخوف شديد من حدوث موجة ثانية بمجرد رفع الحجر الصحي، لكن يبدو أن الأرقام لا تعكس ذلك، كيف تفسر هذا الأمر؟

كان الخوف من حدوث موجة ثانية كبيرة بالتأكيد، ولكن لم يكن هناك ما يوحي بأنها واردة الحدوث. لا توجد موجة ثانية، ولن تكون هناك موجة هذا الصيف. كما شرحت سابقا، فإن الفيروس ينتشر بنسبة ضئيلة جدا. هناك عدد قليل من البؤرالمنفصلة في فرنسا، وعدد قليل من الإصابات الجديدة هنا وهناك، ولكن لا وجودلانتعاش وبائي. الغالبية العظمى من الأوبئة لها منحنى تطور على شكل جرس، ولا يبدو أن وباءكوفيد-19 يخرجعن القاعدة. تعزى الأسباب بشكل رئيسي إلى الموسمية المحتملة للفيروس، التي لا تحبذ الطقس الحار والجاف، وكذلك مناعة السكان مما يبطئ انتشاره بشكل كبير.

هل انتهى الوباء أم هناك تخوفمن أن تجتاح الموجة الثانية البلاد مع بداية السنة الدراسية؟

لقد انتهى الوباء بالشكل الذي عرفناه قبل ثلاثةأشهر، ولن يعود بعد رفع الحجر الصحي، ولن تكون هناك موجة ثانية هذا الصيف أو في بداية السنة الدراسية. ما لا يمكن التنبؤ به هو الطفرة المحتملة للفيروس وانتشاره في فرنسا في الشتاء المقبل. لكن هذا الاحتمال موجود كل عام. ففي كل سنة، يمكن أن يتحول فيروس الأنفلونزا أو الفيروس التاجي إلى شكل أكثر فتكا أو نقلا للعدوى. لقد واجهنا ثلاث صيغ مزعجة من الفيروس التاجي على مدار 20 عاما، لذلك علينا أن نضع كل عام هذا الاحتمال نصب أعيننا. بصفة شخصية، لا أعتقد ذلكإطلاقا في الشتاء المقبل، إذ يبقى الاحتمال ضعيفا في أن يتم تكرار نفسالسيناريو لعامين متتاليين. إذا تحول فيروس سارس كوف-2، فمن المحتمل أن يتحول إلى صيغة أكثر «لطفا». إذا لم يتحول، فإن مناعة السكان ستمنع حدوث موجة ثانية واسعة النطاق. يمكنناأن نشاهد بعد ذلك انتعاشا في شكل «موجات صغيرة»، تبدو المقارنات الحيوانية والبحريةرائجة في الوقت الراهن!

ما هي المناعة المتقاطعة التي تطرحونها لشرح تراجع الوباء؟ بالإضافة إلى ذلك، هل يمكن أن يفسر ارتفاع درجات الحرارة انخفاض انتشار الفيروس؟

المناعةالمتقاطعة تحمي جسمك من الفيروس عندما يكون قد تعرض لفيروس آخر في الماضي. على سبيل المثال، إذا أصبت بفيروس تاجي حميد مثل نزلات البرد العام الماضي، فإن تكون أنتجت خلايا أو أجساما مضادة تحميك من الفيروس التاجي الحالي. إلى جانب منشورينعلميينرئيسيين في هذا الصدد نشرا في الأسابيع الأخيرة، يبدو أن المزيد من الدراسات التجريبية تؤكد هذه الإمكانية دون أن تكون ساريةعلى عامة السكان. يقال إن المرضى الذين لم يتعرضوا لـ"سارس كوف-2"طوروا مناعة ضد هذا الفيروس. وبالمثل، أظهر الباحثون أن الأجسام المضادة التي طورها مرضى السارس الأول كانت فعالة ضد الفيروس التاجي الحالي. أخيرا، غالبًا ما تكون هذه الفيروسات التنفسية موسمية ولا تحب الصيف ولكن ليس بشكل عام، إلا أنذلك ساهم أيضا في الحد منانتشار الفيروس خلال الأسابيع الأخيرة.

لقد عشت فترة غير مسبوقة في المستشفى، ماذا تتذكر من هذا المسلسل؟

بادئ ذي بدء، أتذكر قوة المستشفى العمومي، ومهارات والتزام كل العاملين به. لقد تضافرت جهود جميع الأطقم الطبية وكان التكافل استثنائيا. تم دعم وتنفيذ جميع القرارات المتخذة على المستوى المحلي لتحسين رعاية المرضى.لقد تمكنا من التكيف بسرعة غير عادية مع هذا الحدث غير المتوقع تماما. التضامن داخل المستشفى، ولكن أيضا في الخارج، أفكر في المستشفيات الخاصة والمجتمع المدني أو ببساطة الفرنسيين، لقد كان شيئا فريدا.

ما أحتفظ به هو إمكانية قيامنا بعملنا، وببساطة عملنا. كان ذلك أمرا غير عادي. لقد تم إعفاؤنا من جميع المهام الإدارية الملحقة من أجل التركيز على عملنا والرعاية المقدمة للمرضى وتنظيم خدماتنا.

في قسم الطوارئ، اختفت جميع مشاكلنا: لم يعد هناك توافدللمرضى ذوي الخطورة المنخفضة، مما خول لنا التركيز على الحالات العاجلة، كما وجد المرضى الذين سوف يتلقون علاجهم في المستشفى سريرا على الفور، وتم التكفل على أكمل وجه دون انتظار لساعات على نقالة. تلقينا أيضا دعمًا قويا من الطاقم الطبي والمساعدين الطبيين. لقدتمكنا من القيام بعملنا في ظل الظروف التي كنا نطالب بها منذ فترة طويلة. لم تسفر الإضرابات المتعددة والحوارات الأخرى عن عشر ما سمح به هذا الوباء في ظرف أسابيع قليلة.

أعلن رئيس الجمهورية، أخيرا، أنه لم يكن هناك أي نقص في الأقنعة، هل يمكنك تأكيد ذلك؟

بالطبع لا.لا يمكن لأحد أن يصدق هذا التصريح. ونظرا لوجود نقص في الأقنعة، فقد طُلب من جميع العاملين في المستشفى الترشيد في استعمالها قدر الإمكان. كان الوصول إلى معدات الحماية محدودا للغاية وكان على مقدمي الرعاية التعامل معها، أو بالأحرى بدونها. كان هناك تقنين للحماية الشخصية في المستشفى ولا يمكن لأحد أن يقول خلاف ذلك. لا أحد. لقد رأينا بعض مقدمي الرعاية يستخدمون أكياس القمامة على شكلالزي الطبي. تتغير التوصيات كل أسبوع اعتمادا على توفر معدات الحماية. لقد كان الوصول المتباعد للوازم الحماية من أقنعة ومحاليل كحوليةيتم في أمان بشكل منهجي، بحيث يتم وضعهم في صندوق أو غرفة مغلقة لا يمكن الوصول إليها بسهولة، ويتم توزيعها قطرة قطرة. لا أحد يصدق هذا التصريح الصادر عن إيمانويل ماكرون. يجب أن نكون صادقين: لقد ذهبنا إلىالجبهة بتجهيز سيئ، والثمن الباهظ الذي دفعه مقدمو الرعاية للأسف، يشهد على هذه الصعوبات.

ماذا تتوقع من«سيغور الصحة»الذي يجرى حاليا؟ هل سيستجيب لمتطلبات المهنيين الصحيين في المستشفيات؟

لا شيء. لا أتوقع أي شيء. لم ترق المحاولات السابقة لإصلاح المستشفى إلى المستوى المنشود، وقد تم قمعالإضراباتبفعل التدابير غير الكافية وغير القابلة للتنفيذ. في قسم الطوارئ، لم يتغير شيء لسنوات على الرغم من الإضراب الطويل جدا السنة الماضية. الإجراءات المعلنة كانت سخيفة في ضوء المتطلبات، وثبت أنها غير قابلة للتطبيق. اليوم، لقد استسلم الأطباء ومقدمو الرعاية لأنهمأدركواأن صوتهم لم يكن مسموعا. على الرغم من تكوين مجموعة مشتركة بين المستشفيات، إلا أنني لست متفائلابشأن قدرة الأطباء ومقدمي الرعاية على إظهار التضامن. الآن بعد أن اقترب الوباء من نهايته، يريد الجميع الحفاظ على المكاسب التي حققوها خلال هذه الأزمة، والجميع يقاتلمن أجل تحسين ظروف عمله، لكنني لا أؤمنإطلاقا بما يسمى الاتحاد المقدس للخدمات المختلفة، والتخصصات المختلفة. لقداستسلمت تماما، ونحن نحاول، كلناحسب المستوى في المستشفى، الحفاظ على الحد الأدنى من جودة الرعاية.

سيغور أم لا، مهما حدث، لا يمكن لأحد أن يتخيل أن قسم الطوارئ في العام المقبل سيصبح مكانا هادئا ومجهزا، بوجود مرضى يمكنهم تلقي الرعاية التي يستحقونها وإشرافملائم، وممرات فارغة. أضرب لكم موعدا جميعا يوم الاثنين في يناير 2021 لإيجاد نفس المرضى الهشين والمسنين والمرضى الذين سيحكم عليهم الانتظار لساعات على نقالات، مع طاقممنهكليس لديه الوقت لتقديم الرعاية الأمثل لهم.

لطالما حُسد نظام الرعاية الصحية الفرنسي في جميع أنحاء العالم، هل لا يزال نموذجا؟

لطالما سمعت هذه العبارةمنذ الأزل «النظام الصحي الذي يحسدنا عليه العالم كله». لقد سمعت نفس الشيء عن تنظيم أقسام الطوارئ في المستشفيات. لم أسافر حول العالم، فقط أجزاء من أوروبا وأمريكا، ولم أر قط أحدا يحسد نظام الرعاية الصحية في بلادنا. إن ما يمكن للعالم أن يحسدنا عليه، أو ينبغي أن يحسدنا عليه، هو الحصول على الرعاية الصحية لعامة السكان وخاصة السكان المحرومين، بما في ذلك المهاجرون غير الموثقين. لكننا لسنا الدولة الوحيدة التي تملك هذا النظام، وهو نظام مهدد بالانقراض سنة بعد سنة. تذكروا الاقتراحات التي قدمت السنة الماضية، والقاضيةبتقييد الولوج إلى خدمات الرعاية الصحية للأجانب الذين يتوفرون على المساعدةالطبية من الدولة.من يحسد نظامنا الصحي؟ وما الذي سوف يحسدوننا عليه؟ لا أعرف. أنا أحب هذا النظام، بعيوبه، وأنا أدرك أن العشب ليس أكثر خضرة في أي مكان آخر، لكن لا تتوقع مني التباهي بأننانملك أفضل نظام في العالم.

لقد أطلقت مواقف البروفيسور راولتالمدمرة العنان للعواطف وأثارت للرأي العام مسألة طول مدة البحث الطبي في أوقات الأزمات الصحية. ماذا كان موقفك في المستشفى في ذروة الأزمة؟

لم يكن عالم البحث مهيأ، ومن الطبيعي،وجوبالبحث عن علاجات فعالة لمرض جديد في أقل من ثلاثة أشهر. كان هناك موقفان متضادان، لهما مزاياهماوعيوبهما. من ناحية، كان هناك موقف البروفيسور راولت: سيكون الوباء قصيرا، ولن يكون لدينا الوقت للقيام بأبحاث موثوقة بما يكفي للحصول على دليل قاطع على فعالية العلاج، لذلك سوف نقدمللمرضى علاجا يمكن أن يكون فعالا مع آثار جانبية محدودة جدا. هذا النهج منطقي، وتسجل في حالات متكررة للغاية حيث يتم التكفل بالمرضى الذين لا يوجد لهم علاج مثبت بمستويات عالية من الأدلة. غالبا ما نتعامل مع الأمراض باستخدام العلاجات التي تبدو فعالة دون أن يكون هناك يقين مطلق. بيد أنه لا يمكن الدفاع عن هذا الموقف في حال التظاهر بالاعتماد على الأدلة. كانت الدراسات المستخدمة قد اتسمت بالانحياز لدرجة أنها لم تستطع بأي حال من الأحوال تبرير فعالية الكلوروكين. ثم، فإن ديماغوجية فريقراولت، وعبثية بعض السياسيين الذين ارتدوا عباءة العلماءالمتدربين، والشغف الذي شعر به جزء من السكان أمامالأمل الذي بيع لهمأن هذه الدراسات ستكون لهانتائجمستدامة على البحوث السريرية المستقبلية. عندما يأخذ الاعتقاد مكان العلم، فإنذلك لا يبشر بالخير.

ولكن من ناحية أخرى، سعت المؤسسات المحترمة إلى إجراء البحث وفق معايير البحث العلمي، ولسوء الحظ لم تكن النتائج خالية من العيوب. كان هناك تدفق قوي للأموال العامة، ومناقصات، ومنح بحثية لدعم دراسات كانت فيها العقلانية، والمنفعة العامة والمنهجية أقل بكثير من المعايير المتعارف عليها. والأموالالمخصصةللبحث العلمي تمت زيادتها بشكل كبير، في الوقت الذي تعرف فيه هذه الأموال نقصا شديدا كل سنة. ولماذا في النهاية؟ جزئيا لتطوير علاج فعال للمرحلة الوخيمة من العدوى الفيروسية. في التاريخ، نادرا ما تم العثور على مثل هذه العلاجات الفعالة في المرحلة المبكرة. وخلال أزمة كوفيد، هل كان يجب إيجاد علاج خلال شهرين؟ لم يكن هذا بدون عواقب: التوقف التام لجميع المشاريع البحثية الأخرى التي تخرج عن سياقكوفيد، نشر للدراسات المنحازة التي تفتقر بشدة إلى الدلائل في أكبر المجلات العلمية، بل يشوبها تضارب المصالح. لقد رأينا العديد من الإصدارات أو المنشورات سرعان ما تتناقض، بما في ذلك من قبل فرق أو مؤسسات معترف بها. لم يكن عالم البحث مستعدا للعمل في ظل هذه الظروف.

كيف يمكن أن يكون عالم ما بعد «عالم الأحلام» بالنسبة لك في المستشفى؟

هذا سؤال فضفاض... عالم الأحلام سوف يكون عالما تمكن لجميع المرضى الاستفادة فيه من الرعاية المثلى. مهما كان وضعهم أو مرضهم. حالة الطب النفسي وطب الشيخوخة والطب بشكل عام كارثية وقريبة من نقطة الانهيار. أصبح الحصول على الرعاية غير متكافئ بشكل متزايد. هناك تفاوتات اجتماعية كبيرة، ولا تتم رؤيتها إلا أثناء الحجر الصحي. هناك نسبة كبيرة من السكان يعيشون في حالة غير مستقرة. مقدمو الرعاية والأطباء والطلاب في خطر. لا يقتصر الأمر على كونهم معرضينلالتقاط العدوى من المرضى، بل يواجهون خطرا أكبر للإصابة بالأمراض والاضطرابات النفسية والموت المبكر.

ليست «المستشفى» هي التي يجب أن نحلم بها في عالم ما بعد، بل عالم ما بعد هو ما يجب أن نحلم به. لن يكون من السهل إثبات خطأ ميشيل هوليبيك عندما تنبأ بأنعالم ما بعد لن يكون مختلفا، بل أسوأ. ليس الأمر بالهين، لكننا سنحاول، سيستمر المستشفى في تقديم أفضل ما لديه، بغض النظر عن الظروف التي نشتغل فيها.


إقرأ أيضا