أفادت مصادر مطلعة بأن المشروع الذي تم إحداثه بمنطقة المنزلة بضواحي طنجة حول طمر النفايات، أضحى يهدد الفرشة المائية التي تسمى «شرفة العقاب»، وذلك بالتزامن مع الخطاب الملكي الأخير الذي نبه إلى ملف الماء كأولوية قصوى.
ونبهت بعض المصادر المتتبعة إلى أنه أضحى من اللازم على سلطات طنجة البحث عن صيغ جديدة لهذا المطرح، الذي أقيم فوق شرفة العقاب كأكبر فرشة مائية من شأنها تزويد المدينة بالماء الشروب، ناهيك عن تحويل المنطقة إلى منصة فلاحية من شأنها تغطية النقص الحاصل فلاحيا في الإقليم.
وأضحى مطرح النفايات المقام بجماعة المنزلة يشكل عائقا كبيرا أمام تزويد طنجة بالماء الشروب، بعدما تبين أن كل التسربات الناجمة عن عصارة النفايات تتجه إلى الفرشة المائية التي تدعى «شرفة العقاب»، وبالتالي يستحيل في الوقت الراهن أن تتحول إلى منبع رئيسي لمياه الشرب لسكان المدينة، في ظل حاجة البوغازإلى المياه بشكل كبير، بناء على المؤشرات المتوفرة. وقالت المصادر إن تقديرات توصلت بها المصالح المختصة، بناء على مكاتب للدراسات
وجهات وصية، كشفت أن شرفة العقاب قادرة بشكل رئيسي على تزويد طنجة بالماء الشروب، في حال عدم وجود مشروع للنفايات بمحيطها، حيث إن كل التسربات الناتجة عن طمر النفايات تتجه بشكل مباشر صوب هذه الفرشة المائية الغنية،
وبالتالي يستحيل أن تكون في المستوى المطلوب لتوجيهها إلى السكان المحليين كماء صالح للشرب بصنابيرهم.
وتشير بعض المعطيات إلى أن الفرشة المائية الواقعة في «شرف العقاب» تشكل مخزونا مائيا واحتياطيا لتزويد مدينة طنجة بما تحتاجه من الماء، إضافة إلى الموارد المائة المعبأة انطلاقا من واديي«المهرهر»و«الحاشف»، وذلك بفضل
تجهيزات سدي ابن بطوطة و«9أبريل»، بطاقة استيعابية تبلغ على التوالي 35 مليون متر مكعب و300 مليون متر مكعب، وفي الوقت الذي بات مشروع طمر النفايات يشكل عائقا أمام تزويد البوغاز بمياه الشرب، فإن من الحلول المطروحة التوجه لمنابع المياه العذبة الجيدة الموجودة، خاصة بين طنجة و«رأس سبارطيل»، كمنابع «عين بلوط» و«عين الدالية الكبيرة» و«عين الأصيل».
يشار إلى أن مشروع طمر النفايات لايشكل فقط تهديدا للفرشة المائية، فإنه أيضا يهدد بإعدام مناطق بيئية رطبة، خاصة وأن التساقطات المطرية التي عرفتها مدينة طنجة في وقت سابق، تسببت في تسرب عصارة النفايات بمطرح المنزلة التابع لجماعة طنجة إلى أكبر محمية بالشمال، ويتعلق الأمر بمحمية تهدارت