تتجه الحكومة لوضع حد للاحتجاجات الأخيرة لمهنيي النقل ضد ارتفاع أسعار المحروقات، فقد دعا رئيس الحكومة، عزيز أخنوش، خلال كلمة له في افتتاح أشغال المجلس الحكومي أول أمس الخميس، في ارتباط بالسياق الدولي المتسم بتقلبات أسعار المحروقات، الوزراء المعنيين إلى برمجة لقاء مع مهنيي النقل، الأسبوع المقبل. وأكد أخنوش أن هذا اللقاء يأتي قصد إيجاد صيغة لإعانة المهنيين في هذه الظرفية، لتجاوز هذه المرحلة الصعبة، ومن أجل المحافظة على القدرة الشرائية للمواطنين، بعد الارتفاعات الأخيرة التي همّت أسعار الغازوال والمحروقات، والتي دفعت المهنيين إلى الخروج في إضراب عام، داعين السلطات الحكومية إلى إقرار دعم «الكازوال المهني».
في السياق ذاته، أكدت مصادر نقابية من اتحاد نقابات مهنيي النقل عن تلقيها دعوة الحكومة للحوار، حسب المصادر التي أكدت أن «المهنيين سيكونون محملين بملفات اجتماعية مهمة وعلى رأسها الدعم المخصص لمهنيي النقل وهو المتمثل في الكازوال المهني»، تشير المصادر، مبينة أن «السلطات الحكومية لم تستجب من قبل للدعوات الموجهة إليها من أجل الجلوس إلى طاولة الحوار، بهدف معالجة المشاكل التي يتخبطون فيها جراء الارتفاع المهول لأسعار المحروقات وتأثيرها المباشر على توازناتهم المالية، ما أدى بالعديد منهم إلى إشهار الإفلاس»، يضيف المصدر، مبينا أن «ملف بطاقة السائق المهني معروض أيضا على طاولة الحوار مع الحكومة، حيث من المقترح أن تشترط الحكومة التوفر على بطاقة السائق المهني من أجل الاستفادة من الدعم الحكومي، وهو ما ستتم مناقشته خلال الحوار».
وكانت وزارة النقل واللوجستيك باشرت سلسلة لقاءات مع مهنيي قطاع النقل، في الوقت الذي أشهرت نقابات القطاع إضرابا وطنيا، احتجاجا على ارتفاع أسعار المحروقات، وهو ما أوقع القطاع، حسب المضربين، في «أزمة خانقة جراء الارتفاع المهول لأسعار المحروقات وتأثيرها المباشر على التوازنات المالية، أدت بالعديد من السائقين إلى إشهار إفلاسهم»، فيما دعت جامعة النقل واللوجستيك، التابعة للاتحاد العام لمقاولات المغرب، مهنيي قطاع النقل الطرقي إلى عدم الدخول في الإضراب معتبرة أن «الأوضاع الحالية في المغرب غير مواتية للدخول في أي إضراب». وقالت الجامعة، في بلاغ سابق لها، إنها «تدرك ثقل مشاكل القطاع وتقدر معاناة الفاعلين فيه، لكن الأوضاع الاقتصادية الحالية الناجمة عن تداعيات كورونا والظروف المناخية التي تعرفها البلاد هي ظروف غير مواتية لخوض إضراب».