هكذا فضحت أزمة كورونا ضعف الأحزاب السياسية - تيلي ماروك

أزمة كورونا - الأحزاب السياسية هكذا فضحت أزمة كورونا ضعف الأحزاب السياسية

هكذا فضحت أزمة كورونا ضعف الأحزاب السياسية
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 03/09/2020

نحن فعلا مبتلون بأحزاب شاردة لا تعاني فقط من أنها لا تتوفر على تنظيمات قوية ولا امتداد في المجتمع ولا تأثير في الشارع، بل لا تمتلك حتى حسا سياسيا لترتيب الأولويات التي يطرحها الرأي العام وتتطلب تفاعلا وإجابات واضحة مستعجلة، ولذا غالبا ما نرى أحزابنا في موقع شرود واضح. وهاته الحقيقة القاسية أظهرتها بجلاء جائحة كوفيد - 19، حيث ظلت الأحزاب السياسية تتفنن في لعب دور المتفرج أمام المعركة الشرسة التي خاضها بكل شجاعة رجال السلطة والأمن والصحة والإدارة المالية والأسرة التعليمية.

وفي اللحظة التي كان الجميع ينتظر من أحزابنا التعبير العملي عن حس المواطنة والتطوع والقيام بمهام التأطير والتوعية للتخفيف من انتشار الوباء، فضلت خوض معركة توزيع الدعم المخصص لتزويد الأحزاب بالكفاءات. وفي الحقيقة يعجز المرء عن استيعاب المنطق الحزبي ولا نفهم كيف أن خطر الوباء وصل درجات مقلقة، كما أعلن عن ذلك صراحة الملك محمد السادس في خطاب ثورة الملك والشعب، والنخبة السياسية منشغلة بالخوض في موضوعات ثانوية أمام المشاكل الكبرى التي تسبب فيها «كوفيد-19» على المستوى الاقتصادي والاجتماعي والأمني، فيما تضع أحزابنا الموقرة على رأس أجندتها السياسية التوافق على معايير توزيع الدعم العمومي المخصص للكفاءات في زمن التقشف و«تزيار السمطة».

لا نريد أن نساهم في قتل ما تبقى من الثقة في السياسة والسياسيين، لكن بكل صراحة أحزابنا السياسية ينقصها فعلا الحس السياسي وتعاني عجزا مدقعا في مهارة ترتيب الأولويات، ولولا مؤسسة المؤسسات التي تتدخل بين الفينة والأخرى لإعادة القطار السياسي لسكته لكنا أمام كوارث تأتي على الأخضر واليابس.


إقرأ أيضا