عالم صيني : الخطأ الكبير في أمريكا وأوروبا هو عدم ارتداء الناس للكمامات - تيلي ماروك

عالم صيني - الخطأ الكبير - أمريكا - أوروبا - الكمامات عالم صيني : الخطأ الكبير في أمريكا وأوروبا هو عدم ارتداء الناس للكمامات

عالم صيني : الخطأ الكبير في أمريكا وأوروبا هو عدم ارتداء الناس للكمامات
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 08/04/2020

يجيب جورج غاو، المدير العام للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها، على أسئلة الصحفي جون كوهين، الذي استمر في إقناعه لشهرين. في هذه المقابلة التي نشرتها المجلة الأمريكية «ساينس»، يتحدث على وجه الخصوص كيف احتوت الصين الأزمة الصحية.

العلماء الصينيون، في طليعة مكافحيجائحة فيروس «كورونا»2019 (كوفيد-19) في بلادهم، حيث إنه من الصعب جدا الوصول إليهم من قبل وسائل الإعلام الأجنبية. إن فهم هذا الوباء ومكافحته مهمة شاقة، والاستجابة لطلبات الصحافة، وخاصة الصحافة خارج الصين، لا تعد أولوية. حاولت مجلة «ساينس» استجواب جورج غاو، المدير العام للمركز الصيني لمكافحة الأمراض والوقاية منها منذ شهرين. وفي الأسبوع الماضي، استجاب غاو للطلب(في منتصف مارس).

يرأس جورج غاو وكالة يشتغل بها 2000 موظف (ويحتل هذا المركزالمرتبة الخامسة من بين مراكز مكافحة الأمراض والوقاية منها من حيث العدد)، ولا يزال بدوره باحثا نشطا في مجاله. في يناير، كان فريقه أول من قام بعزل وتسلسلSARS-CoV-2، أو فيروس «كورونا» 2، منالمتلازمة التنفسية الحادة الوخيمة، والتي تسبب المرض المسمىكوفيد-19، شارك في تأليف دراستين نشرتا في مجلة«نيو اينجلاند جورنال أوف ميديسين»المرموقة، وكان لهذه الدراسات بالغ الأثر: وللمرة الأولى، قدموا الجوانب الوبائية والسريرية التفصيلية للعدوى. كما نشر غاو ثلاث مقالات عنكوفيد-19 نشرت في المجلة العلمية الطبية البريطانية«ذا لانسيت».

قدم فريقه أيضا مساهمة قيمة في بعثة مشتركة تتكون من باحثين صينيين ودوليين قاموا، برعاية منظمة الصحة العالمية، بنشر تقرير «حاسم» بعد أن قاموا بجولة في الصين لتحسين فهم الاستجابة للوباء.

بعد الدراسات البيطرية، حصل جورج غاو على درجة الدكتوراه في الكيمياء الحيوية في أكسفورد وتخصص في علم المناعة والفيروسات كباحث ما بعد الدكتوراه في هذه الجامعة البريطانية ثم في جامعة هارفارد. تركز أبحاثه على الفيروسات المغلفة (محاطة بغشاء دهني وقائي هش)، والذي ينتمي إليها  SARS-CoV-2، وآلياتها في دخول الخلايا والانتقال بين الأنواع.

أجاب جورج غاو على أسئلتنا على مدار عدة أيام وبوسائل مختلفة (الرسائل النصية القصيرة وكذلك الرسائل والمحادثات الهاتفية). المقابلة التالية عبارة عن ملخص تم التصرف فيه بغية الوضوح والإيجاز.

ما الذي يمكن أن تتعلمه الدول الأخرى من احتواء الصين لكوفيد-19؟

إن التباعد الاجتماعي هي الاستراتيجية الأساسية في السيطرة على جميع الأمراض المعدية، بل وأكثر من ذلك التهابات الجهاز التنفسي. أولا، قمنا بتوظيف«استراتيجيات غير دوائية»، بحيث لم نتوفر على مثبطات أو أدوية أو لقاحات محددة. ثانيا، يجب علينا أن نضمن عزل جميع المرضى. ثالثا، وضعالحالات المشتبه في إصاباتها بعد اتصال مع المريض في الحجر الصحي: لقد أمضينا الكثير من الوقت في تشخيصها وعزلها. رابعا، حظر كل التجمعات. وخامسا، تقييد الحركة، ومن ثم فرض الحجر الصحي.

بدأ الحجر الصحي في الصين في 23 يناير في ووهان، ثم امتد إلى المدن المجاورة في مقاطعة هوبي،في حين نفذت مقاطعات صينية أخرى تدابير أقل صرامة. كيف تم تنسيق هذه الترتيبات، وما هو الدور الذي لعبه «المراقبون»المسؤولون عن مراقبة تطبيقها محليا؟

قبل كل شيء، يجب فهم التدابير وأن يتمالتوافقبشأنها،وهذا يتطلب إرادة سياسية قوية محليا ووطنيا. يجب على المراقبين والمنسقين إشراك السكان بشكل وثيق. كمايجب على المراقبين أن يعرفوا هوية الحالات التي كانت على اتصال بالمريض، وكذلك الحالات المشتبه في إصابتها. يجب أن يكون مراقبو القرب متيقظين جدا، حيث يضطلعون بدور أساسي.

ما هي الأخطاء التي ترتكبها دول أخرى اليوم؟

من وجهة نظري، يكمن الخطأ الكبير في الولايات المتحدة وأوروبافيعدم ارتداء الناس للكمامات. ينتشر هذا الفيروس عن طريق رذاذ الجهاز التنفسي،من شخص لآخر. يلعبالرذاذ دورا مهما في الإصابة ما يجعل ارتداء الكمامة أمرا ضروريا، من هذا المنطلق–فإنه بمجرد التحدث يمكن للفيروس أن ينتقل. لا تظهر أعراض الإصابة بالفيروس لدىالعديد من الأفراد المصابين، أو لم تظهر بعد: باستخدام الكمامة، يمكنك منع الرذاذ التي يحمل الفيروس من الانتقال وإصابة الآخرين.

هناك تدابير أخرى لمكافحة الوباء،بالتالي استخدمت الصين موازين الحرارة بشكل مكثف عند مدخل المتاجر والمباني ومحطات النقل العام.

في الواقع،أينما ذهبت في الصين توجد موازين الحرارة. يمنع قياس درجة الحرارة المعمم من دخول أي شخص يعاني من الحمى،لأن استقرار هذا الفيروس في البيئة هو سؤال رئيسي، ولا يزال دون إجابة حتى الآن،كونه فيروس مغلف، نميل إلى الاعتقاد بأنه هش ويتأثرتحديدابدرجة الحرارةأو رطوبة الأسطح. ومع ذلك، تشير النتائج التي وصلتإليهاالولايات المتحدة الأمريكية والدراسات الصينية إلى أنه من الصعب جدا تدمير الفيروس على أسطح معينة،بحيثيملك القدرة علىالعيش في العديد من البيئات. ما زلنا في انتظار إجابات علمية حول هذه النقطة.

في ووهان، تم وضع الأشخاص الذين ثبتت إصابتهم بالمرض ولكنهم لم يتأثروا به في الحجر الصحي في مرافق مخصصة، مع حظر تلقي زيارات من أقاربهم. هل هذا نهج يجب أن تحذو حذوهالبلدان الأخرى؟

يجب عزل المصابين. لا يمكن الحد من انتشار كوفيد-19إلا إذا تمت إزالة مصادر العدوى. لهذا السبب قمنا ببناء المستشفيات الميدانيةوتحويل الملاعب إلى مستشفيات.

تبقى العديد من الأسئلة مطروحة حول ظهور المرض في الصين. أبلغ باحثون صينيون عن تشخيص أول حالة في فاتحدجنبر 2019. ماذا تقولونبشأن التحقيق الذي نشرته يومية«ساوث تشاينامورنينج بوست»الذي يعتبر، استنادا إلى تقرير داخلي للدولة الصينية، أنه تم الإعلان مسبقا عن بعض الحالات في نونبر، معظهورأول حالة في 17 نونبر؟

لا يوجد دليل قاطععلى وجود بؤر انتشار المرض منذ شهر نونبر. لا يزال البحث متواصلا من أجل فهم أصول المرض بشكل أفضل.

ربط مسؤولو الصحة في ووهان العديد من الحالات بسوق هوانان لفواكه البحر، والذي أغلق في فاتح يناير. وبنيت فرضيتهم على أساس أن الفيروس انتقل إلى البشر عن طريق حيوان تم بيعه بالكامل أو على شكل قطع في هذا السوق. لكن في مقالتكم التي نشرت في «نيو اينجلاند جورنال أوف ميديسين»، حيث وضعتم تاريخا للمرض، تؤكدون فيها أن أربعة من أول خمسة مرضى شخصت إصابتهمبالفيروس لم يكن لديهم صلة بسوق هوانان. هل تعتبرون هذا السوق مهدا محتملا للمرض، طريقا مسدودا، أو وسيلة للتضخيم أكثر من كونه بؤرة الانتشار الأولى للمرض؟

إنه سؤال جيد. في البداية، ساد الاعتقاد بأن هذا السوق هو مصدر المرض. اليوم، لا أعرف ما إذا كان هذا هو المكان الذي ظهر فيه الفيروس لأول مرة أم هو مكان فقط عرف انتشارا له. هناك فرضيتان، يبقىللعلم كلمة الفصل.

وجهت للصين انتقادات بسبب تأخيرها في مشاركة جينوم الفيروس. وكانت صحيفة «وول ستريت جورنال»أعلنت عن وجود فيروس «كورونا» جديد في 8 يناير. لم تأت المعلومات من فرق البحث من الدولة الصينية. لماذا؟

لقد كانت صحيفة «وول ستريت جورنال» على حق. وقد تم إبلاغ منظمة الصحة العالمية بالتسلسل، وأعتقد أنه مضت بضع ساعات فقط بين نشر المقال والإعلان الرسمي. ليس أكثر من يوم على كل حال.

ومع ذلك، يمكننا أن نرى في قاعدة بيانات الجينومات الفيروسية ذاتالولوج المجاني، أن التسلسل الأول الذي اقترحه العلماء الصينيون يعود تاريخه إلى 5 يناير الماضي. لقد مرت ثلاثة أيام منذ أن عرفتم حتما أن الأمر يتعلقبفيروس «كورونا» جديد. لن يغير ذلك مسار الوباء اليوم، ولكن يجب الاعتراف بأن هناك خلل مافي الإعلان عن التسلسل.

لا أعتقد ذلك. لقدسارعنا بمشاركة المعلومات مع الأوساط العلمية، ولكن هذه مشكلة تتعلق بالصحة العامة، لذلك كان يجب أن ننتظر إعلان الحكومة. لا أحد يرغب في خلق الذعر، أليس كذلك؟ كما كان من المستحيلأن يتوقع أي شخص، أينما كان، أن يسبب هذا الفيروس جائحة.إنها أول جائحة في التاريخ لا يسببها فيروس الإنفلونزا.

انتظرناحتى 20 يناير لكيتعلن الفرق الصينية رسميا عن امتلاكها أدلة تثبت انتقال العدوى من شخص لآخر. لماذا،في نظركم،واجه علماء الأوبئة في الصين صعوبة إلى هذا الحد في معرفة ما يحدث؟

لم نكن نملك آنذاك بيانات وبائية مفصلة. وقد واجهنا منذ البداية فيروسا عنيفاومخادعا. نفس الشيء في إيطاليا وباقيدول أوروبا والولايات المتحدة،في البداية اعتقد العلماء «بأنه مجرد فيروس»، كعامة الناس.

أصبحالانتشار الآن بطيئا للغاية في الصين، حيث إن الحالات الجديدة في الغالب،تأتي من الخارج. هل تؤكدون ذلك؟

تماما. في الوقت الحالي، لم يعد هناك انتقال محلي، ولكن مشكلتنا تأتي الآن من الحالات القادمة من الخارج. يصل الآن عدد كبير من المصابين إلى الصين.

ماذا سيحدث عندما تأخذ الحياة الطبيعية مجراها في الصين؟ هل تعتقدون أن جزءا كافيا من السكان قد أصيب بالعدوى، بحيث يمكن أن تبعد المناعة الجماعية الفيروس؟

لم يتم الوصول إلى الحصانة الجماعية بعد، وهذا أمر مؤكد. لكننا ننتظر نتائج أكثر إقناعا من أبحاث الأجسام المضادة، والتي ستخبرنابالتحديد عن عدد الأشخاص المصابين.

ما هي الاستراتيجية إذن؟ ربح الوقت في انتظار تطوير علاجات فعالة؟

بالضبط، ويعمل علماؤنا على تطوير كل من اللقاح والأدوية.

يعتقد العديد من الباحثين أن«ريمديسيفير»(دواء جديد مضاد للفيروسات) هو الدواء الواعد من بين الأدوية قيد التطوير. متى تتوقعون الحصول على نتائج التجارب السريرية في الصين؟

في شهر أبريل.

هل أعدت الفرق الصينية نماذج حيوانية قوية بما يكفي لدراسة الإمراض واختبار الأدوية واللقاحات؟

في الوقت الحالي، نستخدم كلا من القرود والفئران المعدلة وراثيا مع مستقبلاتACE2، وهي نقاط دخول الفيروس عند البشر. الفأر هو النموذج الأكثر استخداما في الصين في تقييم العلاجات الدوائية واللقاحات المرشحة، وأعتقد أنه سوف يتم نشر دراستين على القرود قريبا. يسعدني أن أخبرك أن نموذجنا على القرود جاهز.

ما رأيكم في اسم «الفيروس الصيني»، الذي استخدمه الرئيس الأمريكي دونالد ترامبللدلالة على فيروس «كورونا» الجديد؟

إن الحديث عن «الفيروس الصيني» فكرة سيئة حقا. يأتي هذا الفيروس من كوكب الأرض. إنه ليس عدوا لأي فرد أو بلد بعينه: إنه عدونا جميعا.


إقرأ أيضا