الحقيقة الكاملة حول "الأستاذ المعجزة" الذي أغلقت الوزارة مدارسه - تيلي ماروك

الأستاذ المعجزة - المهدي منيار الحقيقة الكاملة حول "الأستاذ المعجزة" الذي أغلقت الوزارة مدارسه

الحقيقة الكاملة حول "الأستاذ المعجزة" الذي أغلقت الوزارة مدارسه
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 26/01/2019

أقدمت وزارة التربية الوطنية بشكل مفاجئ، مساء أول أمس الخميس، على إغلاق معاهد دعم وتقوية في ملكية من أضحى يعرف بـ "الأستاذ المعجزة"، الذي تحول إلى ظاهرة إعلامية، حيث تمكن من استقطاب آلاف التلاميذ بمختلف المدن للاستفادة من دروس الدعم التي كان يقدمها داخل مؤسسات غير مرخصة من طرف المصالح المختصة.

وأوضح بلاغ صادر عن الوزارة، أنه، في إطار عمليات التتبع والمراقبة التي تقوم بها اللجان الإقليمية المختلطة للمؤسسات التعليمية الخصوصية ومراكز تعليم اللغات بمختلف الجهات، قامت السلطات المحلية بإغلاق معهد "المهدي منيار" الخاص وكذا الفروع التابعة له، بعدما سجلت اللجان المذكورة عدم توفره على التراخيص اللازمة المسلمة من طرف هذه الوزارة لمزاولة أنشطته. ولمح البلاغ إلى أن هذا القرار مقدمة لمسلسل تتبع وإخضاع هذه المؤسسات للجان المراقبة المختلطة إقليميا ومركزيا، بعدما أشار إلى أنه "ضمانا لمصلحة التلميذات والتلاميذ وكذا أسرهم، فإن الوزارة ستكثف من عمليات التتبع والمراقبة واتخاذ الإجراءات الضرورية في حق المخالفين".

وأكدت مصادر مطلعة لموقع "تيلي ماروك"، أن قرار الإغلاق، الذي اتسم بطابع الاستعجال بعد استنفار مصالح وزارتي الداخلية والتعليم مركزيا واقليميا، اتخذ من طرف لجان إقليمية على ضوء تقارير رفعتها أكثر من جهة على صلة بالقطاع، وجهات أمنية مختلفة. وأسرت مصادر موثوق بها، أن الخرجات الإعلامية التي قام بها الأستاذ "الظاهرة" أخيرا جلبت عليه الويلات، حيث رافقتها أبحاث سرية استهدفت طبيعة مشروعه وقانونية المعاهد المملوكة له. وهو ما انتهى بعقد اجتماعات مستعجلة بكل من البيضاء والرباط والجديدة وحد السوالم ومدن أخرى حيث يملك المعاهد التربوية، انضمت إليها كل القطاعات الحكومية والمنتخبة المعنية بمنح الترخيصات، قبل أن يتبين أن كل هذه المعاهد غير مرخصة ولم تحترم القوانين المعمول بها.

وعلم الموقع، أنه، بالموازاة مع قرار الوزارة بإغلاق كل المعاهد التابعة لـ "الأستاذ المعجزة"، بادرت السلطات الترابية بالأقاليم، التي تتواجد بها هذه المعاهد، إلى إصدار قرارات عاملية فورية، ليلة أول أمس الخميس، تقضي بالإغلاق ودعم قرار وزارة التربية الوطنية.

ويعكس هذا القرار، حسب المصادر ذاتها، تضخم معاهد الدعم والتقوية التي انتشرت كالفطر خارج رقابة مختلف المصالح، فضلا عن أن تقاطع البعد التجاري والتربوي، وتوظيف الوسائط المعلوماتية للجذب والاستقطاب، وتعطش الأسر والآباء لمعاهد تقدم الإضافة التعليمية لأبنائهم، فسح المجال لعدد من الباحثين عن الربح للاستثمار بشراهة في هذا المجال، بالموازاة مع عجز المصالح الحكومية عن مراقبة وضبط هذه المراكز التي يستغلها عاطلون ورجال تعليم متقاعدون ومزاولون، وشباب يبحثون عن فرص عمل ذاتية في مجال مدر للدخل.

وحسب مصادر الموقع، فإن الصرامة التي أبدتها مصالح الدولة في التعامل مع معاهد "الأستاذ المعجزة"، أول أمس، لا تعفيها من المساءلة حول حالة الفوضى العارمة التي ظلت تتفرج عليها يوميا لمدة سنوات داخل محلات و"كاراجات" بالأحياء الشعبية، وعمارات وفيلات غير قانونية وغير مرخصة بكل المدن المغربية، تخصص لاحتضان منظومة تربوية موازية تنطلق بعد الساعة السادسة وتشمل كل المستويات التعليمية من الأول ابتدائي إلى الباكالوريا، دون أن تخضع هذه المحلات لمراقبة منتوجها التربوي.

وأفادت المصادر بأن المهدي منيار، صاحب هذه المعاهد، هو من مواليد سنة 1996، حصل على شهادة الباكالوريا شعبة الآداب العصرية سنة 2014، بعد متابعته للدراسة بمجموعة مدارس "الأحرار 3" بمنطقة بن مسيك بالدار البيضاء. وبعد ذلك التحق بكلية الحقوق عين الشق التابعة لجامعة الحسن الثاني، خلال الموسم الدراسي 2014- 2015، وفي السنة   نفسها انتقل إلى كلية الحقوق بالمحمدية، لكنه لم يتوفق في استكمال دراسته، وبعد ذلك تفرغ لتقديم دروس الدعم والتقوية لفائدة التلاميذ، وقام بتوظيف وسائل التواصل الاجتماعي للدعاية لنفسه، حيث تحول إلى ظاهرة إعلامية باسم "الأستاذ المعجزة"، ليقرر توسيع نشاطه إلى عدة مدن، بفتح معاهد متخصصة في تقديم دروس الدعم والتقوية دون الحصول على التراخيص القانونية اللازمة لذلك من المصالح التابعة لوزارة التربية الوطنية.

وفي محاولة لإضفاء الطابع القانوني على نشاطه، قام المعني، بتاريخ 18 أكتوبر 2017، بتأسيس شركة تحمل اسم "معهد المهدي منيار الخاص"، يوجد مقرها بحي سيدي البرنوصي بالدار البيضاء، ثم قام بعد ذلك بفتح فروع للمعهد بمنطقة "حد السوالم" بإقليم برشيد، ومدن الجديدة، المحمدية والرباط، كما كان يقدم دروسا للدعم بمدرسة خاصة مرخصة بمدينة المحمدية، مقابل مبالغ تتراوح ما بين 250 و500 درهم لكل تلميذ شهريا، وفي الآونة الأخيرة، انتشر شريط "فيديو" عبر وسائل التواصل الاجتماعي، ظهر فيه وهو يمنح لأحد تلامذته مبلغ 40,000 ألف درهم، مكافأة لحفظه جميع دروس المقرر.


إقرأ أيضا