عقد فوزي لقجع، رئيس الجامعة الملكية المغربية لكرة القدم ورئيس اللجنة المحلية لتنظيم «الكان»، اجتماعا مهما مع عدد من السفراء الأفارقة داخل مركب محمد السادس لكرة القدم، في لحظة تعكس حجم الرهانات الملقاة على عاتق المغرب، قبل أيام قليلة، من انطلاق كأس أمم إفريقيا 2025، ولم يكن اللقاء بروتوكوليا فقط، بل كان مناسبة ليؤكد لقجع مرة أخرى أن المغرب يدخل مرحلة الحسم التنظيمي بثبات وثقة عالية.
وقدم لقجع خلال هذا الاجتماع عرضا دقيقا حول تقدم التحضيرات، مؤكدا أن الرؤية المغربية لا تقتصر على تنظيم بطولة قارية عادية، بل تسعى إلى تقديم نموذج إفريقي متفرد، قوامه البنية التحتية العصرية، التنسيق المؤسساتي المحكم، والقدرة على إدارة حدث ضخم بمعايير عالمية.
ولمس الحاضرون، من خلال الشروحات والتفاصيل المقدمة، حجم الجدية والسرعة التي تُنجز بها مشاريع «الكان»، وهو ما جعل السفراء الأفارقة يعبرون عن ارتياحهم وثقتهم في جاهزية البلاد لاحتضان نسخة استثنائية.
ولتعزيز هذا التنسيق، أعلن لقجع عن إحداث خلية خاصة للتواصل مع البعثات الدبلوماسية الإفريقية، تُعنى بكل ما يتعلق بتنقل المنتخبات وإقامتها والجوانب اللوجستية المصاحبة، في خطوة تعكس رؤية احترافية وتعاملا استباقيا مع كل التفاصيل.
وتوقف السفراء الأفارقة أيضا عند وتيرة الأشغال في الملاعب والمرافق الرياضية، معتبرين أن المغرب يسير بخطى ثابتة نحو تنظيم إحدى أفضل نسخ البطولة منذ تأسيسها، خصوصا مع توفر تسعة ملاعب بمعايير دولية جاهزة لاحتضان المباريات في مدن الرباط، الدار البيضاء، طنجة، فاس، مراكش، أكادير والعيون.
ولم يكن النقاش حول «الكان» معزولا عن السياق الأوسع؛ فالمغرب الذي نجح سابقا في تنظيم كأس أمم إفريقيا للمحليين، ونهائيات كأس أمم إفريقيا للسيدات 2018 و2022، وكأس العالم للسيدات لأقل من 17 سنة هذا العام، وكلها محطات تشكل مسارا تصاعديا نحو الهدف الأكبر كأس العالم 2030.
وفي هذا السياق، يؤكد خبراء الرياضة أن تنظيم «الكان» يمثل تجربة مفصلية واختبارا شاملا لقدرات المغرب على إدارة الأحداث الكبرى. كما قال الخبير الفرنسي جان بابتيست غيغان: «كأس أمم إفريقيا ستكون بروفة حقيقية للمغرب، قبل مونديال 2030، اختبارا للبنيات التحتية واللوجستيك والنقل والأمن».
وشدد فوزي لقجع خلال اللقاء على أن المملكة لا تكتفي بشعارات منمقة، بل تعتمد على مشروع متكامل يُنجز على الأرض. وهو ما عبر عنه بالقول: «المغرب لا يشارك فقط في تنظيم البطولات الكبرى... بل يصنع حدثا قاريا بمعايير عالمية».
بهذا النهج، يدخل المغرب الأيام الأخيرة قبل انطلاق «الكان» بثقة دولة، اختارت أن تتصدر المشهد الرياضي القاري.