في خطوة جديدة لتعزيز العلاقات المغربية الغانية، وقع وزير الشؤون الخارجية والتعاون الإفريقي والمغاربة المقيمين بالخارج، ناصر بوريطة، مع وزير الخارجية الغاني، صامويل أكوسيطو أبلاكوا، على مذكرة تفاهم حول المشاورات السياسية، وذلك في إطار الزيارة الرسمية التي يقوم بها المسؤول الغاني إلى المملكة.
وأكد بوريطة، في تصريح صحافي عقب مراسم التوقيع، أن هذه الزيارة تأتي تتويجاً لمسار طويل من العلاقات الثنائية المتميزة بين البلدين، والتي تعود جذورها إلى عهد الملك الراحل محمد الخامس. وأوضح أن المحادثات انصبت على تطوير مختلف أوجه التعاون، سواء على المستوى السياسي من خلال عقد اللجنة المشتركة وتوقيع اتفاقيات الحوار السياسي، أو على الصعيد الاقتصادي، حيث تم الاتفاق على عقد منتدى اقتصادي مشترك والتعاون في مجال الأسمدة.
وأضاف الوزير أن العلاقات بين الرباط وأكرا تشهد زخماً كبيراً أيضاً في المجال الإنساني، من خلال التسهيلات الممنوحة للسفر، إذ من المنتظر التفاوض بشأن اتفاق لإلغاء التأشيرات مستقبلاً، بالإضافة إلى تعزيز المبادلات الثقافية والتعليمية.
وفي سياق متصل، شدد بوريطة على أهمية المبادرات الإقليمية التي تجمع المغرب وغانا، من بينها المبادرة الأطلسية التي أطلقها المغرب، ومشروع أنبوب الغاز الذي يربط غرب إفريقيا بأوروبا، معتبراً أن غانا تعد قطب استقرار في منطقة الساحل وإفريقيا بفضل دورها الفاعل داخل الاتحاد الإفريقي.
ومن جانبه، أكد وزير الخارجية الغاني، صامويل أكوسيطو أبلاكوا، أن بلاده تتطلع إلى زيارة مرتقبة لرئيس غانا إلى المغرب، في استكمالٍ للزيارة الملكية السابقة إلى أكرا التي توّجت بتوقيع 21 اتفاقية تعاون.
وفي ما يخص قضية الصحراء المغربية، جدد الوزير الغاني دعم بلاده لمبادرة الحكم الذاتي التي اقترحها المغرب، مؤكداً أنها تشكل أساساً واقعياً وجدياً لتسوية هذا النزاع. وأعرب أبلاكوا عن أمله في أن تسرع الأمم المتحدة وتيرة جهودها لإيجاد حل سياسي مستدام وعادل لهذا النزاع، يضمن الاستقرار والتنمية في المنطقة.
وأشار الوزير الغاني إلى أن هذه المباحثات عكست إرادة مشتركة لتسهيل التبادل السياحي والتجاري، وتبسيط إجراءات التأشيرة، مشيداً بما يزيد عن 140 منحة دراسية تقدمها المملكة المغربية للطلبة الغانيين.
وفي الشق الاقتصادي، كشف أبلاكوا أن بلاده تنفق سنوياً نحو 3 مليارات دولار على استيراد المواد الغذائية، مؤكداً أهمية التعاون مع المغرب في مجال الأسمدة للمساهمة في تحقيق الأمن الغذائي.
وفي ما يخص التعاون الأمني، شدد المسؤول الغاني على أهمية الاستفادة من الخبرات الاستخباراتية المغربية، معبّراً عن تقدير بلاده للجهود الأممية الهادفة إلى تسوية النزاع الإقليمي وفق مخطط الحكم الذاتي الذي اقترحه المغرب.
واختتم الوزير الغاني تصريحه بالتأكيد على أن هذه المباحثات كانت مثمرة وناجحة، مبرزاً دعم بلاده للدينامية التي تعرفها العلاقات الثنائية بين البلدين، وإصرارها على تعزيز التعاون في مختلف المجالات.