وزراء وسياسيون ونجوم المنتخب وفنانون أبناء خادمات - تيلي ماروك

وزراء وسياسيون وزراء وسياسيون ونجوم المنتخب وفنانون أبناء خادمات

وزراء وسياسيون ونجوم المنتخب وفنانون أبناء خادمات
  • 64x64
    Télé Maroc
    نشرت في : 26/09/2022

حضرت الخادمة بقوة في المجتمع المغربي، أحيانا تنال مكانتها الاعتبارية وأحيانا تعامل باستخفاف شديد، بالرغم من القول المأثور "خادم الناس سيدهم"، لكن حين يتعلق الأمر بالمجتمع المخملي فإن مكانة الخادمة تتحدد من خلال طبيعة الأسرة التي تخدمها ودورها في صناعة القرار. لذا قيل إن القائد حين يموت لا يحضر أحد لتقديم العزاء، لكن حين تموت خادمته يتقاطر على بيته المعزون، في إشارة إلى مكانة السلطة في حياة الناس، والمكانة الاعتبارية لأقل خدام القائد في زمن الظاهرة القائدية. 

لكن مفهوم الخادمة تغير مع مرور الزمن، وإن ظل لقب "الشغالة" يطاردها، فقد تكون طباخة أو مربية أطفال أو منظفة أو مزينة سيدة البيت، لكنها في نهاية الأمر "مساعدة" توكل إليها المهام "القدرة" في غالب الأحيان، قبل أن تدخل موضة الخادمة الأجنبية التي أصبحت جزءا من ديكور المجتمعات المخملية، خاصة حين يتعلق الأمر بخدم من الفلبين وسيريلانكا أو من دول إفريقيا جنوب الصحراء. 

اليوم ارتفعت مطالب الحقوقيين وناضلوا من أجل استبدال اسم خادمة بعاملة منزلية، وأصبح المغرب مطالبا باتخاذ خطوات ملموسة لضمان الامتثال لـ "قانون العاملات والعمال المنزليين" الجديد، الذي دخل حيز التنفيذ منذ أكتوبر 2018. للحد من العلاقة الفوضوية التي تجمع صاحب البيت والخادمة ولتزويد العاملات المنزليات بفرص أحسن للوصول إلى نظام ملائم لتسوية النزاعات، والتوعية بالقانون الجديد. علما أن البرلمان المغربي صادق منذ 2016 على هذا القانون لكن تنفيذه ظل في مهب الريح.

في الملف الأسبوعي لنهاية الأسبوع نسلط الضوء على أشهر الخادمات، وعلى دورهن في حياة صناع التاريخ فنيا وفكريا ورياضيا وسياسيا. 

فتحية الخياطي خادمة محمد شكري في السراء والضراء

لم تحزن فتحية الخياطي على وفاة زوجها، بالقدر الذي حزنت فيه على رحيل مشغلها الكاتب محمد شكري، وهو ما أكدته في حوار مع قناة "تيلي ماروك"، عاشت معه لحظات الفرح والألم وظلت إلى جانبه إلى أن لقي ربه. حين أصبحت أرملة اشتغلت خادمة عند نادية الصنهاجي صحافية ميدي 1، قبل أن ينتدبها محمد تيمود الكاتب المسرحي، وعبره تعرف عليها شكري، الذي دعاها لمساعدته على تدبير بيته الذي كان يعيش فيه لوحده حياة بوهيمية. 

"لم يطلب مني لا بطاقة وطنية ولا مفاتيح البيت ولا ضمانة من شخص آخر، حين دعاني للاشتغال عنده في بيته، تصور أنني لم أكن أعرف سوى غسل الأواني وغسل الملابس وغسل حيطان البيت، لكنه فاجأني حين تعهد بتعليمي الطبخ وإعداد بعض الوجبات وكان حينها يهتم أكثر بفناجين القهوة التي يحرص على أن أعدها له صباحا وأهيأ بعض الجوانب المبعثرة في البيت"، تقول فتحية اليت قضت ربع قرن في خدمة الكاتب العالمي.

كان محمد شكري حينها متعاونا في ميدي 1، يقدم سيرته بإلحاح من مدير المحطة كازالطا، إلا أنه كان يبدر ما يجنيه من عمله الإذاعي في الخمر والتدخين وجلسات قد تستمر إلى الصبح أحيانا، وفي صباح اليوم الموالي تأتي فتيحة لتعيد ترتيب البيت، ولأنها كانت نظيفة اليدين فقد كان شكري يأتمنها على كل ما ملكت يديه، "مرة ضاعت منه مبالغ مالية وحين كنت أنظف البيت عثرت عليها، فاتصلت به في ميدي1 وأشعرته بوجودها بين ثنايا فراشه"، تضيف فتحية الخياطي. 

توقف شكري عن العمل في ميدي 1 إثر خلاف مع مدير المحطة وقرر الاستقالة، وفي مساء ذات اليوم عاد إلى البيت مهموما، وقال لخادمته إنه أصبح عاطلا عن العمل ولن يجد المال الكافي لسد رمقه وأعلن الانفصال عنها لأنه عاجز عن توفير راتبها البسيط، إلا أن الخادمة أصرت على الاستمرار معه بالرغم من المحنة، قبل أن ينضم لإذاعة طنجة الجهوية. 

قالت فتحية الخياطي خادمة الكاتب المغربي صاحب الرواية الشهيرة "الخبز الحافي"، ليومية "الأخبار"، إن شكري كان يستقبل فقط الصحافيين الأجانب، أما الصحافيين المغاربة فكثيرا ما كان يطردهم هو بنفسه، أو يوصيني أحيانا أن أخبرهم بأنه غير موجود، إذ أنه لم يكن يطيقهم باستثناء البعض منهم، أمثال الإعلامي والشاعر عبد اللطيف بن يحيى، الذي كانت تجمعه به علاقة صداقة قوية بعيدا عن العمل، بالإضافة الى الصحفي والكاتب السوداني طلحة جبريل الذي كان يقول لي شكري عنه، أنه مغربي أكثر من بعض المغاربة". 

تحكي فتيحة خادمة الكاتب المغربي، أنه كان شديد التعلق بكلبه. وتتذكر يوم عاد شكري الى البيت غاضبا، وحين سألته عن السبب حكى لها أن أحد أساتذة الفلسفة الذين يكرهونه، قام بدراسة تحليلية لعلاقته الخاصة بكلبه. مستخلصا أنها فقط حالة تعويضية لجأ إليها شكري كونه عاش حياة لم يلق فيها سوى الحرمان والقسوة و النبذ.

مغربي يقاضي "الناتو" بسبب قتل خادمة لخويلدي

أنهت محكمة الاستئناف بالعاصمة البلجيكية بروكسيل، وقائع قضية خادمة مغربية مجهولة المصير، حيث ظل الرأي العام البلجيكي والعربي ينتظر آخر جلسة استماع للنظر من جديد في الدعوى التي رفعها عبد اللطيف الشليح وهو مواطن مغربي يقطن بمدينة تمارة، ضد منظمة حلف شمال الأطلسي "الناتو" بعد مقتل ابنته عائشة الشليح في قصف بواسطة طائرات هذا التنظيم وهي تشتغل حينها في بيت محمد الحميدي الخويلدي وزير الداخلية السابق في مجلس حكومة العقيد معمر القذافي قيد حكمه.

حين اشتد الصراع في ليبيا وبدأ المتمردون يزحفون نحو طرابلس، شرعت طائرات "الناتو" في ضرب قواعد أنصار معمر القذافي، وكان منزل محمد الحميدي الخويلدي صهر العقيد على قائمة النقط المستهدفة. وفي منطقة فرمان قرب مدينة صبراتة، شن التحالف العسكري هجوما على المنزل الذي كانت تقيم فيه أسرة الخويلدي الذي لم يكن حينها في البيت، مبرر الناتو أن المنزل عبارة مقر سري لعسكريين محسوبين على القذافي، وكان من مضاعفات الهجوم مقتل عدد من الخدم من بينهم المغربية عائشة الشليح، التي رافقت الوزير السابق وظلت في خدمته بكل إخلاص حتى في عز المحنة.

في 2012 توفيت عائشة تحت القصف الجوي، وظهرت تسريبات لشريط فيديو لبعض الكتائب تتحدث عن معاملة الخويلدي لخدمه بقسوة، في محاولة من "الناتو" لطمس معالم جريمة ضد مدنيين، وحين تبين لأسرة الشليح أن ابنتهم ضحية العدوان شرع الوالد في مقاضاة التنظيم العسكري في مقره بالعاصمة البلجيكية وتحمل من أجل هذه القضية نفقات كبيرة.

لم يكن الخويلدي الحميدي ضمن ضحايا الغارة، فقد كان خارج البيت، وأمهله القدر ثلاث سنوات أخرى قبل أن يرحل إلى دار البقاء في القاهرة، بعد معاناة طويلة مع المرض طيلة الثلاث سنوات الأخيرة، أي منذ الغارة على بيته. لكن الغريب في النازلة أن الوزير شرع ابتداء من سنة 2011 في ترحيل أفراد أسرته من ليبيا إلى مصر، حيث أقامت في مدينة سادس أكتوبر دون أن تلتحق بها عائشة التي لطالما أشرفت على خدمة أسرة تتكون من زوجين تسعة أبناء (ست بنات وثلاث أبناء).

وحسب ما صرح به عبد اللطيف الشليح والد عائشة لأحد المنابر الإعلامية، فإن "الناتو" "ظل يرفض المثول أمام المحكمة الابتدائية طيلة أطوار المحاكمة، بمبرر أنه مؤسسة تتوفر على حصانة ديبلوماسية، وهو ما أيدته ضمنيا المحكمة الابتدائية. وعلى الرغم من الطابع الاجتماعي للقضية إلا أن المطالب بالحق المدني اتهم من طرف محامي الحكومة البلجيكية، بالسعي لتحقيق انتصار سياسي.

 الشعيبية.. خادمة بيوت تصبح أشهر فنانة تشكيلية 

ولدت الشعيبية سنة 1929 في أحد دواوير منطقة اشتوكة التابعة ترابيا لأزمور، لكن مسقط رأسها كان أقرب إلى منطقة البير الجديد، في وسط بدوي يعيش على الفلاحة السقوية، لكن الظروف القاسية التي كانت تعيشها أسرتها المكونة من ستة أبناء تحمل المسؤولية مبكرا، خاصة وأن رب الأسرة توفي تاركا زوجته بدون مصدر رزق.

عاشت هذه الفتاة طفولة صعبة، داخل أسرة تتعذب من أجل البحث عن كسرة خبز، خاصة في ظرفية تاريخية تميزت بالأوبئة والجوع والعطش. ترعرعت بين أشقائها وكانت تقضي يومها بين "الخيمة" والحقول لاسيما في سهول منطقة الولجة، حيث كانت تقطف الورود وتعيد رسمها دون أن تنال نصيبا من التعلم إذ كان من الصعب الحصول على مقعد دراسي وفرصة للتعلم لبنت قروية.

كانت الفتاة الشتوكية تعمل نهارا خادمة في البيوت أما في الليل فإنها كانت تتفرغ بمنزلها الصغير للرسم، بعد أن ضاق الحال بالأسرة، غادرت الطفلة الشعيبية منزلها في سن مبكرة وعمرها سبع سنوات للعيش عند عمها في مدينة الدار البيضاء، وكان العم يشغل مهمة "بواب" إحدى العمارات التي كان يقطنها الأجانب، لذا لم يتردد العم في وضع الضيفة رهن إشارة إحدى الأسر لتخدمها وتساعده بين الفينة والأخرى في تنظيف درج العمارة السكنية. 

تزوجت الشعيبية وهي يافعة لا يزيد سنها عن الرابعة عشرة من العمر، بعد أن تقدم محمد طلال المنحدر من ورززات إلى عمها يطلب يدها، كان العريس رجلا طاعنا في السن اعترف أنه بصدد البحث عن ابن لأن زوجاته الست السابقات يكتفين بإنتاج البنات حتى نال لقب أبو البنات، عاشت معه حياة غير عادية باعتبارها أصغر زيجات محمد الذي توفي مباشرة بعد إنجاب طفل حقق من خلاله حلما ظل يطارده لعقود.

 بعد وفاة زوجها أصبحت الشعيبية وحيدة، حيث لم تستفد من إرث زوجها وعادت سريعة للارتماء في أحضان الفقر والخصاص، لكنها وعلى الرغم من قصر مدة الارتباط بزوج عابر سرير، عملت كخادمة من أجل تربية ولدها، الذي بدأ يرسم باكرا في أول الأمر بالمدرسة وكان يراودها دائما الإحساس بما سيحصل لها في المستقبل، فكان لابد أن تتغير حياتها، خاصة بعدما ظل حلم الرسامة يسكنها.

لم تتجاوز تجربتها كزوجة العام الواحد، لكنها اختارت الزواج من الفرشاة وتحولت من خادمة بيوت إلى فنانة عالمية عرضت أعمالها في كبرى القاعات والمتاحف الفنية في العالم، وظلت وفية للفن التشكيلي الفطري إلى أن توفيت سنة 2004 وسط لوحاتها.

رشيدة داتي: كنت خادمة ووالدتي اشتغلت في بيوت الفرنسيين

ولدت رشيدة داتي يوم 27 نونبر 1965 في قرية سان ريمي، القريبة من مدينة شالون سور سون جنوب شرق فرنسا، من أبوين مهاجرين، فوالدها عامل بناء مغربي وأمها جزائرية كانت ربة بيت. عاشت رشيدة في وسط عائلي يطبعه التعدد، حيث كان لها أحد عشر شقيقا يحتاجون لمن يعيلهم، ولأن ترتيبها في الوسط العائلي كان في الصف الثاني، فإن دورها الأول هو مساعدة الأم على الاهتمام بالإخوة والأخوات.

قالت رشيدة في حوار صحفي مع جريدة "الملاحظ" إنه منذ مراهقتها، اضطرت تحت الحاجة للعمل. "في الرابعة عشرة من عمري، كنت أتنقل بين البيوت عارضة الاشتغال أو بيع مستحضرات التجميل". وتفيد سيرتها الذاتية بأنها ولجت عالم العمل باكرا لدفع تكلفة دراستها من جهة، ولمساعدة أهلها من جهة أخرى. وساعدت رشيدة داتي والدتها التي كانت تعمل خادمة في المنازل وعملت بصفتها بائعة في محلات السوبر ماركت في شالون سور سون، قبل أن تجد وظيفة وهي في السادسة عشرة من عمرها كعاملة هاتف، ثم مساعدة ممرضة في إحدى العيادات الخاصة.

 أبدت وزيرة العدل الجديدة منذ شبابها طموحا من غير حدود تغذيه إرادة حديدية ورغبة في النجاح والخروج من حالتها الاجتماعية والمادية، من خلال المراهنة على العمل والدراسة. وبعد دراستها الثانوية، انتقلت الى جامعة ديجون لمتابعة دراستها في الإقتصاد والحقوق. تروي داتي أنها كانت، خلال عملها في العيادة الخاصة تأخذ المجلات الموضوعة في غرف الانتظار، وخصوصا تلك التي تتحدث عن المشاهير ونجوم الفن والمجتمع وأهل السياسة. ويقال إنها كانت تقص الصفحات الخاصة بالأشخاص الذين نجحوا في الحياة منطلقين من لا شيء والصفحات الخاصة بالأشخاص الذين كانت ترغب في لقائهم.

بفضل إصرارها على العمل مهما كانت ظروف الاشتغال، حافظت داتي على صداقات غالية الثمن وهذه الصداقات هي التي فتحت لها طريق النجاح. والجدير بالملاحظة أن غالبية من التقت بهم رشيدة داتي عادت للقائهم بمناسبة الانتخابات الرئاسية.

كانت رشيدة داتي أول وزيرة فرنسية تعترف بأنها اشتغلت في التنظيف وأعمال صغيرة كثيرة قبل أن تدرس القانون. ويوم أدت قسم القضاة أعارتها الوزيرة سيمون فاي روب المحاماة الخاص بها. وسيمون فاي كانت الشخصية الأكثر احتراما في فرنسا.

أشرف حكيمي: والدتي كانت خادمة بيوت ووالدي كان بائعا متجولا 

ولد أشرف حكيمي يوم 4 نوفمبر 1998 في ضاحية مدينة مدريد الإسبانية، وترعرع وسط عائلة مغربية بخيتافي. ينحدر والده من مدينة وادي زم ، ووالدته من القصر الكبير، حيث هاجرا في بداية التسعينات إلى إسبانيا واستقرا هناك.

حين كان والد أشرف طالبا قرر الهجرة إلى إسبانيا للدراسة أو العمل، وذلك صيف سنة 1990، إلا أنه لم يعثر على ضالته في جامعات مدريد، فاختار الاستمرار في هجرته الاضطرارية وأصبح بائعا متجولا يتدبر قوت يومية وتكاليف إقامته. 

تعرف على سيدة قادمة من مدينة القصر الكبير تقتسم معه محنة الاغتراب، كانت تشتغل كمساعدة عند ربة بيت إسبانية، قررا اقتسام مرارة العيش خارج الوطن، فدخلا قفص الزوجية وأصرا على اقتسام كسرة خبز مبللة بالمعاناة، تزوجت الخادمة بالبائع المتجول وسارا سويا في درب النضال من أجل عيش كريم فأنجبا بطلا سينتشلهما من المعاناة.

كانت نشأة أشرف طبيعية وفي وسط عائلة مغربية بنكهة إسبانية، ورغم الظروف الصعبة التي واجهتها، إلا أن حب وعشق حكيمي لكرة القدم الذي ظهر مبكرا، سيكون بمثابة القشة التي تعلقت بها العائلة المهاجرة، رغم أن والده كان حريصا على تعليمه قبل كل شيء. 

أصبح أشرف نجما عالميا حمل قميص أعتى الأندية قبل أن يصبح عميدا للمنتخب، وبالرغم من نجاحاته الكروية إلا أن الدولي المغربي ونجم نادي باريس سان جيرمان أشرف حكيمي، لا يتردد في الاعتراف بمعاناة الطفولة، إذ أكد في أكثر من حوار صحفي بأن والدته كانت "شغالة" في المنازل قبل سنوات قليلة، لتمكينه من الأموال اللازمة للتدريب وممارسة كرة القدم عشقه الأبدي، مؤكدا أن مساعدة والدته ووالده كانت السبب الرئيسي فيما وصل إليه من نجومية وشهرة.

وقال النجم المغربي أشرف حكيمي في تصريحات صحفية نقلتها الصفحة الرسمية لقناة الجزيرة القطرية: "لا أخجل أبدا من التحدث عن الماضي الخاص بي وبأسرتي، ولا أجد أي إحراج في الكشف عن معاناة عائلتي، والدي كان بائعا متجولا يبيع كل ما خف وزنه، ووالدتي كانت تعمل خادمة، لقد تعذبا كثيرا من أجلي، وكانا يضحيان لكي أتدرب وأمارس كرة القدم". 

التألق الكبير لأشرف حكيمي جعله أفضل ظهير أيمن في العالم، والمطلوب رقم واحد بين أكبر الأندية الأوروبية، وحين انضم لنادي باريس سان جيرمان مقابل 70 مليون أورو، أصبح أغلى لاعب عربي في تاريخ كرة القدم، حيث يحصل على راتب سنوي يقدر بـ 8 ملايين أورو.

الفنانة سعيدة  فكري: كنت خادمة بيوت 

قالت سعيد بكل جرأة إنها تحدت "الفقر والميزيريا" وعاشت محنا في الريف، كما عانت من الاغتراب. كشفت الفنانة المغربية سعيدة فكري أنها عملت خادمة في البيوت في مرحلة طفولتها بعد طلاق والديها وتأزم وضعية أسرتها المادية التي كانت تتكون من سبعة إناث وذكر واحد، وذلك من أجل مساعدة والدتها وتوفير المستلزمات التي تحتاجها لمدرستها، لافتة إلى أن أغنية "منصورة" التي تحدثت فيها بمرارة عن استغلال الفتيات كخادمات كانت عصارة لتلك التجربة التي مرت بها.

وقالت فكري في لقائها مع الإعلامي ياسين عدنان على قناة "الغد"، إن انسحابها من المجال الفني وهجرتها للولايات المتحدة الأمريكية عام 1997 فرضت عليها بسبب الكثير من الضغوط، معتبرة أنها إنسانة قوية ولا تستسلم بسهولة، لكنها كانت أما وزوجة وفنانة، دون الكشف عن تفاصيل تلك الضغوط.

قالت سعيدة فكري: "معظم القضايا الإنسانية التي عالجتها في الأغاني التي قدمتها تشبهني، وتنطلق من تجربتي الخاصة والفردية، وتسليط الضوء على قضايا إنسانية، تعيش التهميش والتجاهل الاجتماعي والقانوني، وتسلط الضوء على فئة من هذا المجتمع. اشتغلت خادمة بالبيوت، في سن الثامنة والتاسعة نتيجة الفقر والظروف الاجتماعية، وهذه التجربة خلقت مني المرأة القوية والإنسانة التي تعرف بحق الأمومة، وأنا أم لابنتين، لكني تحديت الوضع وأنا في سن مبكرة، وأعطتني هذه التجربة القوة للنجاح في حياتي الشخصية والمهنية". 

ولدت سعيدة فكري في الدار البيضاء يوم 28 نونبر 1971، بدأت الغناء في الثامنة من عمرها ، أدت أغنية "في قلبي جرح قديم" للفنان المغربي عبد الهادي بلخياط. ألفت أول أغنية في سن ال12 سنة، وتعاطت موسيقى "الكانتري" الأميركية في سن الـ14 سنة. انطلق مشوارها الفني الاحترافي عام 1994 حين أصدرت أول ألبوم موسيقي بعنوان "كية الغايب". هاجرت إلى الولايات المتحدة سنة 1997 وعادت إلى المغرب بعد عشر سنوات. 

انتفاضة خدم تورط زوجات ديبلوماسيين 

لم يكن أحد يعتقد أن خادمة ستطيح بديبلوماسية مغربية تدعى مليكة العلوي كانت تشغل منصب قنصل للمغرب في أورلي ضواحي باريس، وتعبث بمسارها المهني، بعد أن وافقت وزارة الخارجية المغربية على إعفاء المسؤولة الديبلوماسية من مهامها بأمر من الديوان الملكي، حيث منحت لها مهلة يومين لمغادرة التراب الفرنسي.

أعفيت مليكة بسبب تمرد داخلي ناتج عن احتجاز خادمتها المغربية سميرة الغيناوي التي ظهرت في شريط فيديو وهي تشتكي من تعرضها لسوء المعاملة في بيت مليكة العلوي، التي لم يمض على تعيينها في منصبها سوى عام واحد. 

استعانت الخادمة في تمردها على مشغلتها بجمعية حقوقية فرنسية، تبنت قضيتها التي تجاوزت حدود سوء المعاملة إلى التحرش حسب ادعاءاتها، ومارست من خلال مواقع التواصل الاجتماعي ضغطا رهيبا على الرأي العام الفرنسي.

وكانت صحيفة الشروق المغربية أول من أثار قضية مماثلة للخادمة السابقة لسفير المملكة المغربية بروما، حسن أبو أيوب الذي اتهمته خادمته نعيمة الملالي بالاعتداء عليها وحولت شكواها إلى الساحة الحقوقية الإيطالية والقضائية، معززة ملفها بشواهد طبية تؤكد واقعة الاعتداء. علما أن زوجها هشام فارس طباخ السفير قد وجه شكاية مماثلة للقضاء الإيطالي ضد أبو أيوب.

وكانت رقية عواد خادمة القنصل السابق بفيرونا أحمد لخضر، سببا رئيسيا في إنهاء مهام القنصل بعدما أخرجت للعلن الانتهاكات الخطيرة لمبادئ حقوق الإنسان التي تعرضت لها طوال فترة خدمتها لدى الديبلوماسي، وما اعتبرته "سلوكيات لا أخلاقية في إقامته مع موظفات بالقنصلية سواء المحليين منهم أو التابعين لوزارة الشؤون الخارجية والتعاون الدولي.


إقرأ أيضا