آلاف المغاربة يموتون سنويا بسبب التهاب الكبد الفيروسي وجمعية تدق ناقوس الخطر - تيلي ماروك

المغاربة - التهاب الكبد الفيروسير آلاف المغاربة يموتون سنويا بسبب التهاب الكبد الفيروسي وجمعية تدق ناقوس الخطر

آلاف المغاربة يموتون سنويا بسبب التهاب الكبد الفيروسي وجمعية تدق ناقوس الخطر
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 28/07/2020

كشفت جمعية محاربة السيدا عن أرقام صادمة بخصوص عدد الوفيات التي يتسبب فيها داء التهاب الكبد الفيروسي من نوع «س»، والتي تتجاوز 5 آلاف حالة وفاة سنويا. ويأتي الكشف عن هذه الإحصائيات تزامنا مع تخليد العالم لليوم العالمي لمحاربة الالتهابات الكبدية، الذي يصادف28 يوليوز من كل سنة، ويتزامن هذه السنة مع الأزمة الصحية الناتجة عن جائحة كوفيد 19، حيث تفاقمت وضعية المصابين بالفيروس، وسجل تزايد في نسبة الوفيات في صفوف المرضى المصابين بالالتهاب الكبدي عند إصابتهم بكوفيد 19.

71 مليون شخص عبر العالم

حسب الجمعية، يقدر عدد المصابين بالالتهاب الكبدي «س» في شكله المزمن، بحوالي 71 مليون شخص عبر العالم، وهو ما يعرضهم أكثر لمضاعفات خطيرة باهظة التكلفة من قبيل تشمع وسرطان الكبد. وفي المغرب يقدر عدد المصابين بـ 400 ألف شخص، فيما يصل عدد الوفيات سنويا لما يقارب 5 آلاف شخص.

 وأشارت الجمعية إلى أنه منذ سنة 2016 تم وضع مخطط استراتيجي وطني للقضاء على الالتهاب الكبدي «س» في حدود سنة 2030، وذكرت أن المغرب يمتلك صناعة وطنية للأدوية الجديدة والجنيسة ذات فعالية مباشرة على الفيروسات بتكلفة أقل بكثير من بعض دول الشمال، وتلك التي لا تتوفر على صناعة الأدوية الجنيسة. 

وأوضحت الجمعية أنها قامت بتعبئة متطوعين من أطباء ومتدخلين لمجابهة وباء الالتهاب الكبدي «س» عبر التكوين المستمر، وهم اليوم جاهزون للقيام بالكشوفات السريعة الخاصة بالالتهاب الكبدي «س»، ومرافقة الأشخاص المصابين للعلاج، كما عملت الجمعية على الترافع لدى الفرق البرلمانية لتوفير التغطية الصحية للأشخاص المتعايشين مع الفيروس الذين هم في وضعية الهشاشة للاستفادة من هذا العلاج ضمن منظومة التغطية الصحية «راميد». وأكدت الجمعية أنه تم دمج تكاليف هذه التغطية في القانون المالي لسنتي 2019 و2020.

وانتقدت الجمعية تأخر وزارة الصحة في اعتماد المخطط الاستراتيجي لمحاربة الالتهابات الكبدية، وأوضحت أنه رغم توالي ثلاثة وزراء للصحة منذ اعتماد المخطط، بدءا بالوزير الأسبق، الحسين الوردي، الذي استقبل رئيس الجمعية واعدا إياه بإعمال المخطط الوطني للقضاء على الالتهاب الكبدي «س»، وتم تأكيد  نفس الوعد من طرف الوزير السابق، أنس الدكالي، الذي أطلق صفقة لشراء الأدوية الجديدة (ADD)، ليتم بعد ذلك إلغاؤها، دون إعطاء أي تبرير واضح وعلني، وبعد تحمل الوزير الحالي، خالد آيت الطالب، للمسؤولية على رأس وزارة الصحة، ولحد الآن لم يتم إطلاق أي طلب عروض لشراء هاته الأدوية.

ودقت الجمعية ناقوس الخطر لكون الآلاف من المواطنين في انتظار هذا الدواء ولكون عدد منهم قد يفقدون الحياة بينما آخرون سيتفاقم وضعهم الصحي بعد انتقال المرض إلى مرحلة تشمع الكبد والسرطان. وأمام هذا الوضع الخطير، تضيف الجمعية، لم يبادر بعد بإطلاق المخطط الوطني الاستراتيجي والذي يتضمن أساسا شراء الأدوية الجديدة، وإطلاق حملات التشخيص المبكر للمرض، كما أغلق الوزير باب الحوار مع الجمعيات المهتمة، رغم توصله بعدة مراسلات في الموضوع.

استراتيجية وطنية.. 2016/2021

أكد مصدر من وزارة الصحة أن منظمة الصحة العالمية وضعت محاربة داء فيروس التهاب الكبد ضمن أولويات اهتمامها في أفق القضاء عليه سنة 2030، ولهذا انخرط المغرب في هذه الاستراتيجية من خلال وضع استراتيجية وطنية سنة 2016 تمتد على مدى خمس سنوات (2016-2021)، بهدف القضاء على الفيروس نهائيا. وتحدث المصدر عن إقبار هذه الاستراتيجية، متسائلا «نحن في سنة 2020 وسنة 2021 على الأبواب أين هي الاستراتيجية وما مصيرها؟». وكان من بين توصيات هذه الاستراتيجية، اقتناء الدواء من طرف الدولة لمعالجة المرضى في المستشفيات العمومية، والقيام بحملات تحسيسية لإخبار المواطنين بخطورة هذا المرض، وكذلك حملات للكشف عن المرض مع توفير الدواء في المستشفيات العمومية. وأفاد المصدر بأن هناك أكثر من نصف مليون مغربي لا يعرفون أنهم مصابون بالفيروس، كما أن الوزارة لم تقم بأي حملة للكشف، وأضاف قائلا «أغلب المرضى الذين يعرفون أنهم مصابون بالفيروس يكتشفون ذلك بالصدفة».

وتكمن خطورة هذا المرض المعدي في أن غالبية حامليه يجهلون إصابتهم بالفيروس المسبب له لأنه يتطور تدريجيا وببطء، ما يزيد من مضاعفاته الخطيرة التي قد تصل لدرجة تشمع الكبد أو سرطان الكبد، إضافة إلى مخاطر نقل العدوى للآخرين، وقد يسبب الفيروس عدوى التهاب كبد حادة ومزمنة على حد سواء، تتراوح شدتها بين المرض الخفيف الذي يستمر أسابيع قليلة إلى المرض الخطير طيلة العمر، وينتقل فيروس التهاب الكبد «س» عبر الدم وتتم العدوى بالخصوص أثناء ممارسات الحقن غير المأمونة وعدم كفاية تعقيم المعدات الطبية، ونقل الدم ومنتجات الدم دون فحص. وأضحت العلاجات الجديدة المتوفرة اليوم أكثر فعالية ما يرفع من حظوظ شفاء المرضى، خاصة في حالة الكشف المبكر عن الفيروس الذي لا يوجد حتى اليوم أي لقاح مضاد له، خلافا لالتهاب الكبد «ب».


إقرأ أيضا