وزارة الصحة تعدّل طريقتها في علاج المصابين بكورونا - تيلي ماروك

وزارة الصحة - علاج المصابين - كورونا وزارة الصحة تعدّل طريقتها في علاج المصابين بكورونا

وزارة الصحة تعدّل طريقتها في علاج المصابين بكورونا
  • 64x64
    تيلي ماروك
    نشرت في : 23/05/2020

وجه وزير الصحة، خالد آيت الطالب، دورية جديدة إلى مديري المراكز الاستشفائية، تتضمن طريقة جديدة ومحينة لعلاج المصابين بفيروس كورونا، وذلك استنادا إلى دراسة أنجزتها مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض بتشاور مع اللجنة التقنية والعلمية للبرنامج الوطني للوقاية والحد من انتشار الأنفلونزا والالتهابات التنفسية الحادة والشديدة.

تحيين بروتوكول العلاج

أوضحت مصادر طبية أن تحيين البروتوكول العلاجي يهدف إلى تقليص عدد الوفيات وارتفاع عدد حالات الشفاء بوتيرة سريعة، مشيرة إلى أن بعض النتائج الأولية بدأت تظهر، من خلال تراجع عدد الوفيات المسجلة منذ يوم 15 أبريل الماضي، تاريخ تحيين البروتوكول العلاجي المعمول به حاليا بجميع المؤسسات الاستشفائية التي تتكفل بعلاج المصابين بفيروس كورونا. وحسب الدورية التي، طلبت مديرية علم الأوبئة ومحاربة الأمراض من الأطباء اتباع بروتوكول علاجي جديد أثبت فعاليته ونجاعته بعد عدة تجارب ودراسات، كما تتضمن المذكرة شروطا ومعايير جديدة لكيفية تشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، حيث تم إدخال تعريف جديد للحالات الممكنة، وكذلك الحالات المحتملة، وكيفية التكفل بعلاج الحالات المؤكدة، باستعمال دواء الكلوروكين، الذي أثبت فعاليته في علاج المصابين وتقليص عدد الوفيات.

والجديد الذي جاءت به الدورية هو تقليص مدة الاستشفاء إلى 10 أيام فقط لإعلان حالات التعافي من الفيروس، بغض النظر عن نتائج التحاليل الطبية التي تجرى للمصاب. وأوضح مصدر طبي أنه في البروتوكول العلاجي السابق، لم يكن يتم الإعلان عن شفاء المصاب، إلا بعد إنجاز التحاليل أكثر من مرة على المصاب، وظهور نتائج هذه التحاليل بأنها سلبية للتأكد من شفاء المصاب وخلو جسمه من الفيروس، وهو ما يكلف الكثير من الوقت، مشيرا إلى وجود عدة حالات لا يتم الإعلان عن شفائها إلا بعد مرور أزيد من شهر، لأن الوزارة، حسب المصدر، اتخذت احتياطات مبالغا فيها، وهذا طبيعي، للحد والوقاية من انتشار الفيروس.

لكن البروتوكول الجديد يسمح للأطباء بإعلان حالات الشفاء النهائي في اليوم العاشر من العلاج داخل المؤسسات الاستشفائية، وذلك بعد ظهور نتائج التحاليل سلبية واختفاء الأعراض المرضية. وبالنسبة للحالات الأخرى، التي تظهر فيها نتائج التحاليل إيجابية، وأن المصابين يحملون الفيروس بعد خضوعهم للعلاج وفق البروتوكول المعمول به، يتم اعتبارها كذلك حالات شفاء، ويمكنها مغادرة المستشفى في اليوم العاشر، شريطة إخضاعهم للحجر الصحي لمدة 14 يوما، على غرار الحالات التي تعافت نهائيا، إما بمنازلهم إذا كانت لديهم الإمكانيات للعزل داخل غرف فردية، والالتزام بالتباعد الاجتماعي مع وضع الكمامات، وفي حالة عدم توفر هذه الإمكانيات يجب وضعهم في أماكن تخصص لهذا الغرض، مثل الفنادق والمؤسسات السياحية، وبعد مرور مدة 14 يوما، يتم إخضاعهم لتحاليل مخبرية، وفي حالة ظهور نتائج سلبية، يتم إعلان شفائهم النهائي ويمكنهم ممارسة حياتهم العادية، لكن في حالة ظهور نتائج إيجابية، يتم فرض حجر إضافي عليهم لمدة سبعة أيام، ثم إخضاعهم للتحاليل، ولا يتم رفع الحجر عنهم إلا بالتأكد بظهور نتائج سلبية.

تشخيص وتتبع الحالات

يضع البروتوكول السابق المعمول به مجموعة من الشروط والمعايير للإعلان عن الشفاء النهائي للحالات المؤكدة، من بينها ضرورة تحسن حالة المريض، وعدم ظهور أي أعراض لمدة ثلاثة أيام، وتكون نتائج التحاليل سلبية في اليوم التاسع أو العاشر، مع إجراء التحاليل على عينتين مختلفتين من حلق المريض، تجرى الأولى في اليوم التاسع والثانية في اليوم العاشر، وفي حالة ما إذا كانت نتيجة التحاليل إيجابية، يتم الانتظار خمسة أيام أخرى، ثم تنجز التحاليل على عينتين، الأولى في اليوم 14 والثانية في اليوم 15، وفي حالة ظهور النتيجة سلبية، يتم التصريح بشفاء المصاب نهائيا، وفي حالة ظهور نتيجة إيجابية يبقى المريض تحت المراقبة ويخضع للعلاج داخل المؤسسة الاستشفائية إلى حين التأكد من خلو جسمه من الفيروس، وهناك طريقة أخرى للتأكد من شفاء المريض، وهي تتبع مضادات الأجسام، حيث تختفي مضادات الأجسام المرتبطة بالفيروس، وتظهر مضادات أجسام أخرى.

وحددت الدورية، أيضا، مجموعة من الشروط والمعايير العلمية بخصوص تشخيص الحالات المشتبه بإصابتها بالفيروس، لمحاصرة بؤر الوباء والتحكم في انتشار الفيروس، وذلك بتقسيم الحالات إلى ممكنة ومحتملة ومؤكدة، وحددت الحالات الممكنة في كل شخص تظهر عليه أعراض التهاب تنفسي حاد، وتم التأكد من لقائه بشخص حامل للفيروس، أو كل شخص تظهر عليه أعراض التهاب تنفسي حاد وخطير أو ضيق في التنفس مع ارتفاع درجة حرارة جسمه، أو في حالة يكون الشخص المشتبه فيه ضمن تجمع بشري ظهرت فيه حالة مؤكدة، سواء في الوسط العائلي أو في العمل. أما الحالات المحتملة، فتهم الأشخاص المخالطين للمصابين بالفيروس دون أن تظهر عليهم الأعراض، ومهنيي قطاع الصحة الذين يشتغلون بالمؤسسات المخصصة للتكفل بالمصابين بالفيروس، وكذلك الذين يشتغلون بالمختبرات المكلفة بإجراء التحاليل للكشف عن الفيروس.

ولكي تكون الحالة مؤكدة، حددت الدورية ثلاث طرق، أولاها أن تكون مؤكدة بالتحاليل المخبرية(RT-PCR)، وذلك عبر اختبار قياس الحمولة الفيروسية للتأكد من تشخيص الإصابة بفيروس (كوفيد-19)، ويقوم هذا التشخيص على الكشف النوعي لـ«حمض الريبونوكليك» لفيروس «كورونا» المستجد، من خلال تقنية مخبرية تمكن من كشف حضور الفيروس داخل الجسم باللجوء إلى تقنيات التضخيم الجزيئي، والطريقة الثانية للتأكد من الحالات المصابة باستعمال عدة اختبارات للكشف السريع، ثم الطريقة الثالثة من خلال الفحص بالأشعة، مع ظهور أعراض مرضية للفيروس، بالإضافة إلى التحاليل المخبرية.

تقليص مدة العلاج

تتضمن الدورية مستجدات في بروتوكول العلاج بعد تحيينه من طرف اللجنة العلمية المختصة، وذلك بتقليص مدة العلاج بدواء «كلوروكين» أو «سلفات هيدروكسيكلوروكين»، إلى 10 أيام عوض 15 يوما،  حيث كان البرتوكول الجديد على علاج المصابين بهذا الدواء لمدة 10 أيام، ثم تجرى لهم التحاليل المخبرية للتأكد من تماثلهم للشفاء، وإذا كانت النتيجة سلبية، يتم الإعلان عن الشفاء النهائي، وإذا كانت النتيجة إيجابية، يتم الانتقال إلى المرحلة الثانية من العلاج بإضافة مضادات الفيروسات، وإذا ظهرت تعفنات، تضاف المضادات الحيوية ومضادات تجلط الدم.

وكان وزير الصحة قد عمم مذكرة على جميع مديري المراكز الاستشفائية، التي تستقبل المصابين بفيروس كورونا، إلى استعمال دواء «كلوروكين» لعلاج كل الحالات التي تظهر عليها أعراض الفيروس حتى قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية.وأوضحت مذكرة الوزير اعتماد بروتوكول العلاج الذي أوصت به وزارة الصحة، بالنسبة لكل الحالات المشتبه بإصابتها بفيروس كورونا قبل ظهور نتائج التحليلات الطبية لربح الوقت وقبل تفاقم الوضعية الصحية للمصابين. ودعا الوزير إلى وقف العلاج في حالة ظهور نتيجة سلبية، وفي حالة ظهور نتيجة إيجابية، حث الوزير على استكمال العلاج لمدة 10 أيام بالنسبة للحالات المستقرة، ثم إجراء اختبار للتأكد من شفاء المصابين، وبالنسبة للحالات التي تكون في وضعية حرجة داخل غرف الإنعاش، حث الوزير على إجراء اختبار في اليوم العاشر، ثم اتباع وصفة علاج أخرى.


إقرأ أيضا